شارع الغرابي ذاك الشارع الذي عرف صيته في العاصمة الرياض بتزيين السيارات.. تنتشر فيه العمالة الأجنبية سواء كانت سائبة أو ضمن المعارض المتخصصة، إلا أن هذا الشارع لم يشبع نهم الشباب السعودي، بل توجه مجموعة منهم إلى فتح معارض متخصصة في تزيين السيارات في أحيائهم الخاصة رغبة منهم في كسب أبناء الحي والأحياء القريبة منهم. "الوطن" توجهت إلى أحد أحياء الجنوب التي تعج بمحلات الزينة وتتمدد في الطريق الرئيسي النابض بالحياة يديرها ويمتلكها مجموعة من الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاما، فيما تجاوز عدد محلاتهم 10 معارض متجاورة. عبدالعزيز الذي يدير محله الخاص يقول إن الأغلبية من الشباب افتتحوا محلاتهم إما بمساعدة ذويهم أو عن طريق القروض الشخصية أو بالدين إذ يحتاج المشروع الواحد لرأس مال لا يزيد على 100 ألف ريال منها إيجار المحل الذي يتفاوت من 25 إلى 30 ألفا، إضافة إلى الأدوات اللازمة لزينة السيارات والتي تحتاج هي الأخرى إلى مبالغ بحسب جودة المنتجات، ويكمل: من الطبيعي أن تكون هناك منافسة حادة في جذب العميل كون جميع المعارض متجاورة ومحاولاتنا الدائمة إلى استقطابهم بجودة منتجاتنا، رغم بعض المواد الرديئة التي يستخدمها البعض وتنفر العملاء بسبب تلفها بعد فترة وجيزة من استعمالها. ولكن كان لبدر الذي يعمل في الصناعية الأولى بالرياض رأي آخر، ويقول إن الصناعية تفتقر لمحلات الزينة لذلك ينشط سوقها في الغرابي كونه المكان الرئيس لها، إلا أنه أصبح يحضر بسيارته إلى هذه المعارض كونها أقرب من منزله ولا يحتاج إلا لتحسينات طفيفة. يقول أحمد صاحب أحد المعارض إن أغلب العملاء هم من فئة الشباب وأكثر الطلبات تنحصر في تظليل السيارات التي تتساوى أسعارهم فيها أو تتباين ما بين ال70 إلى 100 ريال للسيارات الصغيرة، وتابع "هنا تظهر حرفية العاملين بالمعارض وهم من الشباب السعودي.. فنحن لا نملك المال لاستقطاب العمالة ونرغب بعملها بذاتنا توفيرا للمال وسعيا لإثبات وجودنا. أما عن السيدات، قال أحمد إن أغلب السيدات هن من كبار السن إذ يحضرن مع سائقهن لتظليل نوافذ السيارات أو لتنجيد الكراسي الخاصة بالسيارة، مشيرا إلى أن كسبهم اليومي يصل أحيانا إلى 1500 ريال وهو مبلغ جيد، وقد يختلف المكسب بحسب المواسم والوقت، وأن الازدحام الأكثر يكون في المساء كونه وقت فراغ الشباب بعد الدراسة والعمل.