شهد ميدان التحرير وسط القاهرة أمس حالة من الهدوء الحذر في أول أيام الاعتصام الذي أعلن عنه نحو 15 من الأحزاب والقوى السياسية احتجاجًا على الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي الخميس الماضي، فيما أكد مجلس القضاء الأعلى أن الإعلان الدستوري "يتضمن اعتداء غير مسبوق على استقلال القضاء وأحكامه". وكانت قوات الشرطة قد استخدمت صباح أمس الغاز المسيل للدموع بشكل كيثف في محاولة لفض اعتصام عشرات المتظاهرين المعارضين لقرارات الرئيس المصري محمد مرسي في ميدان التحرير وسط القاهرة. كما استمرت الاشتباكات في شارع محمد محمود لليوم السادس على التوالي . واستقبل مستشفى حكومي على مقربة من التحرير 32 إصابة في الاشتباكات التي وقعت أمس بينها 5 حالات لجرحى بطلقات نارية وحالتهم حرجة، حسبما أكدت وكالة أنباء الشرق الأوسط. إلا أن المتظاهرين استمروا في إغلاق شوارع الميدان الرئيسية أمام حركة سير السيارات لليوم الثاني على التوالي. الأمر الذي منع موظفين حكوميين من الوصول لمقر عملهم في مجمع المصالح. وكانت وزارة الصحة قد أعلنت أن إجمالي المصابين في العاصمة والمحافظات نتيجة الاشتباكات التي وقعت أول من أمس بلغ 227 مصاباً، غادرت المستشفيات 182 حالة منهم وما زال 45 آخرين يتلقون العلاج. وأضافت أن الإصابات كانت في ميدان التحرير ومحمد محمود وقصر العيني ومحافظة الإسكندرية وبورسعيد والسويس والبحيرة بالإضافة إلى محافظة الدقهلية. إلى ذلك أكد مجلس القضاء الأعلى أن الإعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس مرسي الخميس الماضي "يتضمن اعتداء غير مسبوق على استقلال القضاء وأحكامه". ونقلت مصادر صحفية عن المجلس قوله في بيان صدر أمس أنه "يعلن أسفه لصدور مثل هذا الإعلان ويهيب برئيس الجمهورية البعد بهذا الإعلان عن كل ما يمس السلطة القضائية واختصاصاتها أو التدخل في شؤون أعضائها أو ينال من أحكامها". كما دعا نادي القضاة في ختام اجتماعه الطارئ أمس المحاكم والنيابات للإضراب العام لحين إلغاء الإعلان الدستوري. وتلا رئيس النادي المستشار أحمد الزند توصيات وافق عليها ألوف القضاة برفع الأيدي، منها مناشدة النائب العام الجديد المستشار طلعت عبدالله إلى الاعتذار عن قبول المنصب من جانبها دعت جماعة الإخوان المسلمين أمس إلى مظاهرة حاشدة بعد غد تأييدا للإعلان الدستوري الذي رفضته قوى المعارضة ودعت بدورها إلى مظاهرة حاشدة في نفس التاريخ. وقال بيان للجماعة أمس إن مظاهرة التأييد ستنظم في ميدان عابدين الذي يبعد مئات الأمتار عن ميدان التحرير. كما دعت إلى وقفات اليوم في ميادين مصر بعد صلاة المغرب للوقوف خلف الرئيس.