استخدمت الشرطة المصرية صباح اليوم الغاز المسيل للدموع بشكل كيثف في محاولة لفض اعتصام عشرات المتظاهرين المعارضين لقرارات الرئيس المصري محمد مرسي في ميدان التحرير وسط القاهرة. واستمرت الاشتباكات في شارع محمد محمود القريب من ميدان التحرير اليوم، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف للغاية. وسقطت قنابل الغاز على قلب الميدان ما أدى إلى انسحاب عشرات المتظاهرين منه. وقال محمد الجمل الذي ينتمي إلى حركة 6 أبريل المعارضة وهو يهرول خارجا من ميدان التحرير بسبب الغاز الكثيف، لوكالة فرانس برس "لن نرحل إلا بمحاكمات عادلة وفورية لقتلة المتظاهرين وحتى يتراجع مرسي عن الإعلان الدستوري الذي جعله فرعون". وأضاف الجمل الذي كسرت العدسة اليمنى لنظارته "الثورة الثانية ستندلع قريبا لأننا لن نرضى أن نبدل ديكتاتور بديكتاتور آخر". لكن المهندس كريم الزعيم (27 عاما) قال بحسب وكالة الأنباء الفرنسية إن "ثورة جديدة لن تنجح للأسف لأن الناس لن تدعمها"، وتابع "المصريون فقدوا الأمل في التغيير لأن أحوالهم ساءت ولم تتحسن في العامين الماضيين". وقال المونتير حسام المصري (25 عاما) إن "الشرطة تستخدم نفس أساليبها القديمة (...) نظام الإخوان لا يفرق كثيرا عن نظام مبارك". وأصيب عشرات المعتصمين بالاختناق جراءالغاز الذي غطت سحابة كبيرة له معظم أرجاء المنطقة المحيطة بالتحرير. ونقل القائمون على المستشفى الميداني إلى موقع أبعد عن مدخل شارع جانبي من التحرير بسبب رائحة الغاز. واستقبل مستشفى حكومي على مقربة من التحرير 32 إصابة في الاشتباكات التي وقعت صباح السبت بينها خمس حالات لجرحى بطلقات نارية وحالتهم حرجة، حسبما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية السبت. وأغلق المتظاهرون الميدان والشوارع الجانبية له أمام حركة سير السيارات لليوم الثاني على التوالي. وفشل موظفون حكوميون في الوصول لمقر عملهم في مجمع المصالح في الميدان بسبب رائحة الغاز النافذة. وكانت القوة السياسية المعارضة للرئيس المصرية أعلنت مساء الجمعة دخولها في اعتصام في ميدان التحرير اعتراضا على قرارات مرسي الأخيرة التي وسعت من سلطاته وقوضت السلطة القضائية.