سعى باحثون إلى مراجعة العطاء الكيفي والكمي الغني للمخطوطات العربية في شتى مجالات العلوم والآداب حين كانت الثقافة العربية الإسلامية صلة الوصل المهمة بين الحضارات القديمة وحضارة العصر الحديث، وكان الكتاب العربي جديراً بالتأريخ لمسيرته والتقييم لدوره الحضاري. وذلك خلال أوراق عمل تناقشها ( ندوة تاريخ الكتاب العربي ودوره الحضاري)، التي تستمر على مدى يومين بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو). تهدف الندوة إلى التعريف بالكتاب العربي ومكانته العالمية، والدور الحضاري للكتاب العربي في التواصل بين الحضارات، وأثر الكتاب في عصر النهضة. وتأتي الندوة في إطار اتفاقية تعاون بين الإيسيسكو ومكتبة الإسكندرية لعقد سلسلة من النشاطات. ندوة "واقع الكتاب العربي وقيمته الذاتية ودوره الحضاري"، تستهل الجلسة الافتتاحية ويتحدث فيها الدكتور أحمد شوقي عن ملحمة الكتاب العربي، والدكتور محمود مصري عن تنوع صيغ التأليف في الكتاب العربي، والدكتور محمد خليل الزروق عن رحلة الكتاب العربي إلى مكتبة الجغبوب، والدكتور أيمن فؤاد السيد عن الإنتاج الفكري في القرون الأولى للإسلام، والدكتور فيصل الحفيان عن الكتاب النحوي – تضاريس التأليف وأشكاله في القرون الأولى. ويتحدث في جلسة "الكتاب العربي وأثره في التواصل بين الحضارات" الدكتور يوسف فضل عن الكتاب العربي وأثره في التواصل الحضاري (السودان وشرق أفريقيا نموذجا)، والدكتور محمد علي فرحات عن الكتاب العربي في لبنان، والدكتورة ناتاليا سيوت عن تاريخ طباعة المصحف الشريف، والدكتور رامي الجمل عن تأثير مصطلح التحقيق وفلسفته. وتحمل الجلسة الأولى لليوم الثاني عنوان "أثر الكتاب العربي في عصر النهضة الحديثة"، ويتساءل فيها الدكتور خالد عزب: "هل انتهى عصر المكتبات؟"، بينما يتحدث الدكتور أحمد الصديقي عن الكتاب العربي ودوره في النهضة الأوروبية الحديثة، ويتناول صالح الزهيمي تجربة عمان في رقمنة الكتاب. وفي الجلسة الختامية يتطرق الدكتور علاء الدين عبدالعال لأدوات كتابة وتجليد المخطوط الإسلامي، والدكتور أشرف فراج يستعرض الكتابة ودورها في حفظ التراث، وتتحدث الدكتورة نهى فرغلي عن الدواة والمحبرة في العصر المملوكي.