يتواجد العديد من أبنائنا صغار السن والمراهقين هذه الأيام في الخارج، مستفيدين من فترة الصيف للدراسة، حيث يحرص العديد من الأسر السعودية على إيفاد أبنائها وبناتها للخارج، لتكريس الاستفادة من اللغة الإنجليزية، ولتطوير الشخصية واستقلاليتها، وفيما يوفد الأصغر سنا للدراسة في مدارس داخلية ضمن مخيمات صيفية في الخارج، يبقى الأكبر سنا وسط أسرة من نفس البلد، ضمن برنامج دراسي صيفي. نورا (خريجة ثانوية عامة ، 18 عاما) تدرس هذا الصيف في إحدى مدارس اللغة في لندن، فضلت والدتها السفر معها والبقاء معها طوال فترة الصيف، إلى أن تكمل كامل الدورة التدريبية، تروي نورا تجربتها وتقول "أتاحت لي هذه الدورات في الخارج فرصة اكتشاف ثقافات مختلفة من خلال التعرف على صديقات من عدة جنسيات في نفس الدورة، كما أتيحت لي الفرصة للتعرف على آخرين من السعودية، ولكن من مدن أخرى، وهي فرصة مناسبة لتطوير لغتي، وسكنت والدتي بجانب المعهد لتطمئن علي". ويشتكي باسل شاب سعودي (15 عاما) الذي يدرس هذه الأيام في مانشيستر، من إهمال الشركة المنسقة لرحلته، فبعد وصوله إلى مانشستر من السعودية، لم يجد من يأخذه إلى العائلة المفترض أن يسكن لديها، وبقي وحده بدون مساعدة وبدون إرشاد عدة ساعات، إلى أن اتبع خريطة لديه، للوصول إلى العائلة المفترض أن يسكن لديها، يقول "من المفترض أن تتولى الشركة المنظمة إيصالي للعائلة، وقد شعرت بخوف كبير من وجودي وحدي ليلا في بلد الغربة، ولكن الأمور الآن تسير بشكل سليم، وأنا حاليا في الأسبوع الصيفي الثاني للدراسة". أما ماجد ( 12 عاما) فقد قرر والده الصيف الماضي أن يضعه لدى أسرة معروفة لدى أحد أصدقائه ولكن بدون التنسيق مع شركة سياحة تعليمية معتمدة، يقول "حاولت أن أتجلد أمام والدي، الذي أصر على أن الرجولة تقتضي أن أتحمل مشاق الغربة، لأتحسن في اللغة، ورغم أنني نهرت والدتي مرات في الهاتف، إلا أنني لم أصرح لأسرتي بالصعوبات التي واجهتها إلا بعد أن عدت إلى أرض الوطن، وكنت أرى الأسرة غريبة، والطعام محدودا وليس بالسخاء الذي تعودنا عليه في بلدنا، وقد قررت وأسرتي ألا نكرر التجربة إلا بعد المرحلة الجامعية". ويرصد بدر جزئية خاصة مر بها، ويقول "كنت حريصا في التعامل مع المياه سواء عند الاستحمام أو الوضوء، فهذه المجتمعات لم تتعود على آلية المسلم في النظافة والوضوء، ولذلك تعلمت أن أجفف كل المكان بعد الوضوء، حتى لا أتعرض للتوبيخ من الأسرة". وعن تجربة حديثة تحدثت الطالبة مريم التي تدرس في المستوى الأول في كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز، قائلة "سافرت إلى كندا هذا العام لدراسة اللغة، بصحبة أسرتي التي ستبقى معي لأسبوعين، وسأواظب في الدورة ومدتها شهران، وأتوقع تحسن لغتي، وأن يسهل ذلك دراستي في الطب، والأمور تسير على مايرام، إلا أن كثرة تواجد العرب في نفس المعهد، تضعف ممارسة اللغة". وقالت مريم إن تخوفها الأساسي يأتي من المجتمع المفتوح في تلك البلاد، مشيرة إلى أنها عملت على تحصين ابنها بالقرآن وبالتوعية والتثقيف بأخطار الانجراف وراء الفساد أو المحرمات، ودعته إلى الحرص على الالتزام الديني كما كان يفعل في وطنه. وتقول أم باسل وهي أم طالب يدرس هذه الأيام فصول لغة إنجليزية في مخيم صيفي بمانشستر بلندن "العام الماضي قمنا بإرسال ولدينا لدراسة اللغة الإنجليزية في جنوب أفريقيا، وسط أسرة جنوب أفريقية مسلمة صديقة لنا، وفي العام الماضي استفاد ابني الأصغر أكثر من الأكبر بسبب اختلاطه بأهل البلد وممارسته للغة أكثر مدة ممكنة، وهذا العام أرسلنا أحدهما إلى بريطانيا، والثاني إلى كندا، باعتبار أن وجود كل منهما وحده سيجعله يستقل ويستفيد من ممارسة اللغة وتعلمها بشكل تام". ومن جانبه عبر فهد الحازمي وهو والد الشابين سلطان ونواف عن تفاؤله بتواجد ابنيه في الخارج للدراسة، وقال"حينما اتصلت بهما ليلة أمس، وجدت فيهما التزاما ورغبة في التعلم، وهذا ماكنت آمل، فكل منهما على مشارف الانتهاء من المرحلة الثانوية والمرحلة الجامعية، والنجاح في العمل يشترط إجادة اللغة. ويعلق خالد العامودي رئيس وكالة عطلات العامودي للسياحة والرحلات التعليمية "هذا العام أرسلنا أكثر من 100 طالب وطالبة للخارج، مع العلم أن نسبة البنات عن الذكور 15 %، والنسبة في تزايد، وتسافر الفتيات مع محارمهن عادة، ونعتمد معاهد معينة، حرصا على الاستفادة القصوى، ويضم المخيم الصيفي في كل معهد من 10 إلى 15 طالبا. وأضاف أن الرحلات التعليمية موزعة على عدد من الدول الناطقة باللغة الإنجليزية، مثل مالطا ونيوزيلاندا وأمريكا وأيرلاندا وجنوب أفريقيا، فيما تعتبر بريطانيا وكندا وسويسرا أكثر الدول طلبا في السوق من قبل الأهالي، وهناك دورات مخصصة للكبار، ودورات للأطفال والمراهقين وهي مخيمات صيفية، منها ما هو عام ومنها ما هو خاص للفتيات، وهدفه تعليمي وثقافي، وتختلف جودة ومستوى المخيمات الصيفية التعليمية من بلد لآخر، وتتم الرحلات بالتنسيق مع الملحق التعليمي للبلد المرسل إليه الطالب. وأوضح العامودي أن المعاهد التي يدرس فيها الطلاب معتمدة من الجهات الرسمية، وتتنوع أنشطة المخيم الصيفي للطلاب والطالبات لتتضمن أنشطة يومية وأنشطة أسبوعية، حيث ينظم المعهد رحلات خارجية لمدن أخرى ومشاهد ترفيهية في نفس البلد مرتين كل عطلة نهاية أسبوع، وفي نهاية اليوم يشترك كل طالب في برامج هوايات، من ركوب الخيل أو الموسيقى أو القراءة وغيرها.