يقول المبدع صاحب الفكر البعيد والعقل الرشيد في أعذوبة شعرية فريدة قديمة، وهذا مقطعٌ منها: مرضك يمرضني وسعدك لي سعود يا ليتي أنقل عنك ضيم الليالي إنه لسان حالنا ينطق بهذا البيت الراقي من أميرٍ في الذوق راق، لسان الحال يقولها لك يا خادم الحرمين الشريفين، وكم رُفعت من أكفٍ تبتهل إلى خالقها أن يُلبسك ثوب الصحة والعافية، وأن نراك معافى سليماً في أرضك وبين شعبك وقد رد الله لك عافيتك وصحتك. فبأصدق العبارات نقول، وبأعذب التهاني نزف الفرح والسرور، وبعظيم الغبطة نبتهج ونفرح، لقد أفرح قلوبنا وأثلج صدورنا بيان الديوان الملكي صباح يوم الأحد الرابع من محرم لعام 1434 بنبأ تكلل العميلة الجراحية التي أجريت لمقامكم بالنجاح فلله الحمد والمنة. كم من شيخٍ كبير حمد الله وأثنى عليه، وكم من شاب وفتاة استبشروا بالخبر نوراً وفرحة، وكم من أرملة لم تتمالك نفسها من شدة وقوع الخبر عليها بهجة وسرورا. والدنا الغالي المصائب قدر الله على عباده وليس لنا فيها إلا الرضا والصبر، غير أن ما أصابنا من حزن على مرضك لهو خطبٌ جلل، ووقعه على أسماعنا أعظم وأمر، فالله نسأل أن يُمدَ في عمرك على طاعته ورضاه، وأن يجعل باقي حياتك خدمة لدينه وإعلاءً لكلمته، وأن ينصر الله بك الضعيف، وأن يُعلي بك الله كلمة الحق، وأن يرفع منزلتك وقدرك. أبا متعب، من كسب حبكم عاش من حياته أحلى الأزمان، ومن كان له مثلكم قائدا وحاكما فلينس الأحزان، فوالله ما عرفنا فيكم إلا حب الخير وبذله، ودرء الشر وقتله. عطاؤكم ممدوح، وبذلكم معروف، ووقفتكم مع الحق جادة ليس فيها تخاذل أو تهاون. شهد الأعداء بحلمكم ومبادرتكم لجمع الأمة، فكان همكم أن تتحد وتجتمع أُمة. بذلتم ما في وسعكم لإصلاح الخلافات وتقريب وجهات النظر بين أصحاب النزاعات. دفعتم للضعيف البذل، وشاركتم المغلوبين من الضُر، وعاونتم أهل الشح والفقر. شعبك الوفي يُحبُك، وبدمهم وأرواحهم يفدونك فأنت فيهم الأب القائد. أجمل الساعات وأفضل المناسبات عندما علمنا بنجاح العملية الجراحية التي أجريت لكم، الملايين وأكثر من أبنائك وغيرهم الكثير من شتى البقاع ممن هم بقلوبهم أحبوك، دعوتهم واحدة، وقلوبهم صادقة، أرواحهم تتجه إلى مالك الأرض والسماء وهم يدعون سراً وجهرا أن يلبسك الله تاج الصحة والسلامة.. اللهم آمين.