حجبت توسعة المطاف، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبدأ العمل الفعلي فيها أمس الجزء الشرقي من الحرم القديم عن أعين الطائفين والساعين مؤقتا، وتحديدا في المنطقة الواقعة عند بئر زمزم بطول 12 مترا وعرض 6 أمتار، حيث تم تسويرها وعزلها عن الطواف والمسعى. وأوضح الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبد الرحمن السديس، أن الناحية الشرقية التي تم البدء فيها تمثل عنق الزجاجة، لافتا إلى أنها تحاذي المسعى، وتشكل النصف الشمالي الشرقي من المسجد الحرام، وتنتهي من الناحية الجنوبية مقابل باب الصفا. وأوضح السديس أن العمل يتواصل على مدار الساعة لإنجاز المشروع في المدة المحددة وهي ثلاث سنوات، مشيرا إلى أن المشروع سيرفع الطاقة الاستيعابية للمطاف بعد انتهاء التوسعة إلى 150 ألف طائف في الساعة. وأضاف أن الإزالة ستقتصر على التوسعة السعودية الأولى باستثناء البوابات الرئيسية والمنائر، مبينا أنه مع المحافظة على الحرم القديم سيتم تخفيض منسوبه ليحاذي منسوب صحن الطواف، ويرتبط بدور القبو، وسيؤمن ذلك ارتباطا فعالا ومباشرا بين الساحات الخارجية وصحن الطواف دون تداخل في الحركة مع مستخدمي الدور الأرضي. وبين السديس أنه سيستثنى من واجهة الحرم القديم الواجهة الشرقية، وهي واجهة خرسانية جرى إعادة إنشائها لأكثر من مرة في السنوات العشر الأخيرة لتوسعة الممر المحاذي للمسعى، الذي يشكل عنق الزجاجة في المطاف في أروقة الدور الأول والسطح، وتم تكسيتها بحجر الشميسي القديم. ولفت إلى أنه سيتم تدعيم وتقوية الحرم القديم بطرق هندسية غير مسبوقة للإبقاء على كافة عناصره أثناء أعمال تخفيض المنسوب. وقال إنه على الرغم من أن المشروع سيضاعف الطاقة الاستيعابية ثلاث مرات؛ إلا أنه سيخفف كثيرا من تعارض الحركة والاختناقات القائمة بسبب التزايد المستمر في أعداد قاصدي المسجد الحرام. وأشار السديس إلى أن المطاف سيكون خاليا من العوائق والمخاطر، مؤكدا أن المشروع سيؤدي إلى رفع مستوى الخدمات باستخدام أحدث الأنظمة والتقنيات للارتقاء بالخدمة المقدمة لقاصدي المسجد الحرام، مبينا أنه سيشمل أنظمة الصوت والإضاءة والتكييف ومنظومة لطواف ذوي الاحتياجات الخاصة منفصلة تماماً عن منظومة المشاة. من جهته، أفاد قائد قوة أمن الحرم العميد يحيى الزهراني بأن العمل في توسعة المطاف لن يؤثر على حركة الطائفين حول الكعبة المشرفة، مشيرا إلى أنه تم إعداد خطة لهذه المنطقة بحيث يتم الانتقال من الطواف إلى المسعى بكل سهولة وانسيابية، كما أكد أن منطقة العمل عزلت تماما عن حركة الطواف والسعي.