لا يزال لغز العالم النووي الإيراني شاهرام أميري الذي فر إلى الولاياتالمتحدة معلقا دون حل بعد تسريب شرائط فيديو سربها إلى الإنترنت وقال فيها إن أجهزة الأمن الأمريكية تمنعه من العودة إلى إيران. وأكد أميري أمس ردا على أسئلة التلفزيون الإيراني بالهاتف أنه موجود في مكتب رعاية المصالح الإيرانية في أمريكا التي ترعاه السفارة الباكستانية، معتبرا أن الولاياتالمتحدة هي الخاسر الأكبر في عملية خطفه. وكانت إيران اتهمت أجهزة الاستخبارات الأمريكية بخطف أميري في 3 يونيو 2009. وأوضح أميري ردا على أسئلة الموقع الإلكتروني للتلفزيون الإيراني العام "منذ اليوم الذي بثت فيه تصريحاتي على الإنترنت أدرك الأمريكيون أنهم الخاسرون في هذه القضية". غير أن الموقع لم يظهر صورة أميري ولا بث تصريحاته بصوته. وأضاف أميري "بعد نشر تصريحاتي على الإنترنت والإهانة التي لحقت بالولاياتالمتحدة أرادوا إرسالي إلى إيران بدون ضجة في رحلة عبر بلد آخر ليتمكنوا بعد ذلك من نفي علاقتهم بالقضية". كما أعرب أميري عن الأمل في "التمكن من العودة بأسرع ما يمكن إلى إيران". ومن جانبه أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي، أن أميري موجود في الولاياتالمتحدة بكامل إرادته وأنه حر في الرحيل كما اختار. وأكد أن أميري كان بداية سيعود لإيران أول من أمس "لكنه لم يتمكن من إجراء الترتيبات اللازمة للتوجه عبر بلد ترانزيت". وقال المتحدث للصحفيين "لا أستطيع أن أقول لكم" ما إذا كان أميري سلم معلومات بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد عبد الباسط أمس أن أميري موجود في قسم رعاية المصالح الإيرانية منذ مساء الأثنين الماضي وأنه يحاول العودة لإيران. وسفارتنا اتصلت برئيس القسم الإيراني ، وقالوا لنا إنهم يتخذون الإجراءات لإعادته إلى إيران،فيما ذكر مصدر مطلع في وزارة الخارجية الإيرانية ،أن "الوزارة تتابع الأمر مع مكتب رعاية مصالحها وسنقوم بإعلان المزيد من التفاصيل فيما بعد". وقال مسؤولون أمريكيون لمحطة "سي. بي. اس" التلفزيونية إن أميري عمل لسنوات عميلا للمخابرات المركزية وإنه قدم معلومات بالغة الأهمية عن البرنامج النووي الإيراني تكشف أبعادا سرية لذلك البرنامج. بيد أن أميري تمسك في شرائط الفيديو بادعاء اختطافه من الخارج ، وبرغبته في العودة لبلاده. وكانت هناك تساؤلات حول الكيفية التي استطاع بها أميري تسجيل تلك الشرائط التي قال في أحدها إنه تمكن قبل دقائق من تضليل رجال الأمن الأمريكيين والانتقال لمكان آمن في فرجينيا حيث سجل الشريط. وعلى الرغم من تكرار تسجيل الشرائط وبثها على "يو تيوب" وبث شريط منها على التلفزيون الإيراني فإن أميري يبدو قادر في كل مرة على التخلص من مراقبة رجال الأمن الأمريكيين الذين يزعم أنهم يتابعونه. ومن الصعب من الوجهة العملية الإفلات من مراقبة رجال الأمن الأمريكيين في عقر دارههم لاسيما بالنسبة للاجئ ليس له دراية بالمكان الذي انتقل إليه. وقالت محطة التلفزيون الأمريكية إن أميري بلغ درجة من القلق تدعوهم للاعتقاد بأنه راغب في العودة لإيران بسبب ما نقله إليه أفراد أسرته من تحذير تلقوه من السلطات الإيرانية بالقبض على أفراد الأسرة وتعذيبهم. وفي التطورات الداخلية الإيرانية أعلن الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي عن أسفه لتصريحات الرئيس محمود أحمدي نجاد ،حول وجود حزب واحد في إيران هو حزب ولاية الفقيه. واتهم خاتمي الحكومة بالخروج عن النظام. وقال "إننا في الجبهة الخضراء نتحرك وفق قيم النظام لكن الآخرين لايريدون لنا ذلك ولأنهم يعملون خارج النظام فلا يريدون لنا العمل وفق النظام". ودعا خاتمي حكومة نجاد لتحقيق ثلاثة شروط للمعارضة وهي إطلاق سراح السجناء الإصلاحيين وتغيير الأجواء الأمنية من حرية ونشاط حزبي وإجراء انتخابات سليمة.