أعاد المنتخب السعودي لكرة القدم ذكرى غائبة طال انتظارها منذ أن لفتت الكرة السعودية الأنظار في أول مونديال شارك فيه بأميركا 1994، واستطاع أن يخرج بتعادل سلبي أمس مع ثاني منتخبات العالم في تصنيف الاتحاد الدولي "الفيفا"، الأرجنتين الذي قاده أفضل لاعب في أوروبا ليونيل ميسي وذلك في المباراة التي جمعتهما على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض، وفي مواجهة نثر فيها نجوم الأخضر الإبداع وسجلوا تعادلا تاريخيا. لم ترهب قوة المنتخب الأرجنتيني لاعبي الأخضر الذين تناقلوا الكرة بثقة الكبار منذ بداية المباراة، حيث وضح حسن الإعداد النفسي للمواجهة من قبل الجهاز الفني للمنتخب السعودي الذي زج بوليد عبدالله في الحراسة، وسلطان البيشي وأسامة هوساوي وأسامة المولد ومنصور الحربي في الدفاع ومعتز الموسى وسعود كريري وسلمان الفرج ونواف العابد في الوسط، وفهد المولد وناصر الشمراني في المقدمة، بينما بدأ المدرب الأرجنتيني سابيلا اللقاء بتشكيلة ضمت كلا من بروميرو في حراسة المرمى، وزاباليتا وفرنانديز وكولوتشيني وروخو وسالفيو وماسكيرانو وكوستا ودي ماريا وميسي وأجويرو. ووصل المنتخب الأرجنتيني للمرمى السعودي عبر لونيل ميسي في الدقائق العشر الأولى من الشوط ترقبها الجميع بأن يكون أول الأهداف إلا أنه تباطأ في تسديدها، في المقابل شكلت انطلاقات منصور الحربي خطورة على مرمى بروميرو، حيث اعتمد الأخضر على اللعب السريع في منتصف الملعب وبتمرير الكرة عن طريق الأطراف، وتحرك العابد والفرج والحربي والشمراني لبناء أكثر من هجمة، إلا أن قوة دفاع الأرجنتين بقيادة ماسكيرانو وكوستا أفسدت العديد من هجمات الأخضر. وكاد الشمراني يخطف هدف السبق عندما توغل بكرة وسددها قوية أمسك بها روميرو. وألغى الحكم هدفا للأخضر سجله أسامة المولد برأسية، وذلك بحجة أنه كان في موقف تسلل عندما وصلته الكرة، وفي الدقائق الأخيرة من هذا الشوط حافظ وليد عبدالله على نظافة شباكه، ومنح الثقة للدفاع وفي زيادة تماسك المنتخب السعودي لتصديه لكرة زاباليتا، بعدها خرج سعود كريري من أرضية الملعب مصابا في يده إثر سقوطه بعد صراع هوائي على الكرة. وبدأ المنتخب الأرجنتيني الشوط الثاني بشكل قوي وسنحت الفرصة لميسي "46" حيث حاول تهيئة الكرة لنفسه داخل منطقة الجزاء ولكن منصور الحربي تدخل في الوقت المناسب وأبعد الكرة. ورغم الصحوة التي أظهرها "التانجو" في بداية هذا الشوط. حافظ المنتخب السعودي على التوازن في الأداء بين الدفاع والهجوم ونجح في إغلاق منطقة الجزاء أمام هجمات الأرجنتيني كما كان لهجماته بعض الخطورة على مرمى روميرو، وذلك بعد دخول مازن بصاص وأحمد عطيف وربيع الموسى مكان كريري "المصاب" وسلمان الفرج وناصر الشمراني. حيث خدع الهولندي فرانك ريكارد، الأرجنتيني اليخاندرو سابيلا بالأسلوب السعودي ولم يركن للدفاع. ورفض المولد هدية رائعة "65 "عندما وصلت إليه الكرة من تمريرة بينية لينفرد تماما بالحارس روميرو ولكنه سدد في جسد الحارس الذي خرج لملاقاته ونجح المولد في استخلاص الكرة من أمام روميرو وسددها باتجاه المرمى فلحق بها المدافع ماركوس روخو وأبعدها قبل تجاوزها خط المرمى الخالي. وحضرت الخطورة السعودية مرة أخرى من نواف العابد الذي توغل في وسط الدفاع الأرجنتيني وقبل أن يسدد الكرة انقض عليه الحارس الأرجنتيني "69". وتحولت الكرة إلى هجمة أرجنتينية مرتدة ولكن وليد عبدالله والدفاع أبعدا الكرة في الوقت المناسب قبل اجتياز خط المرمى في ماراثون مثير للفرص الخطيرة المهدرة. وخرج روميرو مجددا إلى حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 75 ليمنع هجمة سعودية أخرى خطيرة. وتألق وليد عبدالله في الدقيقة 80 وتقدم داخل منطقة الجزاء ليغلق المرمى أمام ميسي ويلتقط الكرة من أمامه بعد أن عبر الدفاع السعودي بمهارة ولكنه فشل في عبور الحارس المتألق. وأحس المنتخب الأرجنتيني بحرج موقفه في الدقائق الأخيرة فكثف هجومه بحثا عن هدف الفوز وحفظ ماء الوجه ولكن الدفاع السعودي ظل على تألقه وتصدى لجميع محاولات ميسي وسيرخيو أجويرو لينتهي اللقاء بتعادل سلبي مثير بمذاق الفوز للمنتخب السعودي الذي أحرج أبرز نجوم العالم على مدار شوطي المباراة.