انتزع منتخبنا الوطني علامة الإعجاب الكاملة أمام منتخب الأرجنتين بقيادة نجم العالم الأول والمتع على المعشب الأخضر ومحطم الأرقام لينويل ميسي ورفاقه بعد فرض التعادل السلبي على المباراة الودية الدولية التي احتضنها استاد الملك فهد الدولي في حضور جماهيري تاريخي استمتع بصمود وبخطة مدربه فرانك ريكارد الذي تعامل مع المباراة كما يجب وبأسلحة شابة انتصرت على المتشائمين وكادت تقتنص نصرا تاريخيا لولا سوء الطالع في أكثر من فرصة تهيأت أمام الشمراني والمقاتل الأول فهد المولد وكذلك العابد. وظهر ميسي عاجزا عن فعل «عجائبه» الكروية أمام الخطة المحكمة التي حاصره بها نجوم منتخبنا لدرجة أن منتخب التانغو فقد صوابه في الدقائق الأخيرة وهو يعيش واقعا لم يكن يتوقعه في ليلة تاريخية في العاصمة السعودية التي سهرت على أنغام استعادة أخضرها لبريق غاب طويلا. دخل منتخبنا بتشكيلة مكونة من وليد عبد الله في الحراسة، والهوساوي والمولد والبيشي والحربي في الدفاع، والموسى وكريري والفرج والعابد في الوسط والشمراني والمولد في الهجوم. ومثل منتخب الأرجنتين، روميرو، وزابليتا ودي كوستا وكولوتشيني وفرنانديز، وروخو، وماسكيرانو، وفيدريكو، ودي ماريا، وميسي وأغويرو. فرض منتخبنا التوازن على الشوط الأول بفضل الرسم والطريقة الصحيحة التي دخل بها الهولندي فرانك ريكارد المباراة، بل إن الأخضر كان الأقرب لهز الشباك في عدة لقطات ساخنة ،في حين اتسم أداء منتخب التانغو بالبطء وإن كان ميسي ورفاقه دخول مبكرا في جدية المباراة بعدما فاجأهم الخضر بدمائه الشابة بالكرات المرتدة، والتمركز الجيد في مناطقه الدفاعية. ومع كل كرة تصل لأفضل لاعب في العالم «ميسي» كان سعود كريري ورفاقه في منطقة الارتكاز في الموعد لتضييق الخناق، ما حد كثيرا من تسربات دي ماريا وأغويرو وجعل المدرج المتألق يصفق للجميع. ردة الفعل من لاعبي الأخضر كانت أكثر من إيجابية وبخاصة الثنائي سلمان الفرج وفهد المولد اللذان لعبا بثقة نقلت الكرة غير مرة لمنطقة الخطورة الأرجنتينية ووصلت بالمباراة لأفضل مراحل الإقناع بالأخضر الذي يعيد صياغة نفسه بفكر ريكارد. أول المحاولات الهجومية كانت من طرف الضيوف عندما حاول أغويرو استخدام الحلول الفردية في العبور على المسار الأيمن لكن مخططه لم يكتمل في الدقيقة 9، وأعلن ميسي حضوره على مستوى الخطورة لأول مرة بعد ذلك بثلاث دقائق عندما أنهى ثنائية مع أغويرو بيسارية لم تخطئ وليد عبدالله. بدأ منتخبنا خطواته الأمامية في الدقيقة 14 عندما أرسل منصور الحربي كرة طويلة للمنطلق المولد، لكن الأخير لم يلحق بالكرة التي ذهبت للحارس روميرو الذي تلقى تهديدا ثانيا بعد دقيقة من الحربي بيمينية مرت بمحاذاة القائم الأيسر. وبدا أن هدف المنتخب السعودي قريبا عندما شن المولد والفرج مرتدة في الدقيقة 18 بيد أن الشمراني الذي استلم الكرة الأخيرة لم يسدد كما يجب فانتهت يساريته على يد الحارس قبل أن يتدخل الدفاع وينهي أخطر المحاولات في الشوط الأول. وحاول العابد تبادل الكرة مع الشمراني في الدقيقة 23 بيد أن الأخير لم يحسن اللمسة الأخيرة قبل أن يعود ويسدد من خارج منطقة الجزاء كرة عالية. وسط اللقطات الساخنة لمنتخبنا كان الأداء ميدانيا يتسم باستحواذ لاعبي منتخب التانغو على الكرة لكنهم لا يستطيعون في النهاية فك شفرة دفاعات منتخبنا ،ما أعطى رجال ريكارد المزيد من الثقة فشاهدنا تبادلا عاليا للكرات بين اللاعبين أمام ميسي ورفاقه. وكاد المولد أن يعلن رسميا وضع منتخبنا في المقدمة في الدقيقة 28 بيد أن راية المساعد البحريني الشاهين رصدته في موقف التسلل ليلغي الحكم هدفا رأسيا للمدافع المتقدم في كرة ثابتة. أشعر الهدف «الأبيض» الضيوف أن المعادلة ليست كما توقعوا وبدؤوا تنظيم الصفوف، حيث تحرك ميسي، وتنقل دي ماريا في الطرفين، ومن منظومة جماعية أطلق زاليتا يسارية تعامل معها وليد عبدالله في الدقيقة 40، وبعدها بدقيقة واحدة تلاعب ميسي بالهوساوي باحثا عن زملائه في خط الست أقدام لكن دفاعاتنا عادة للتماسك وحولت الكرة لضربة ركنية كآخر أهم مشاهد الشوط الأول الذي شهدت نهايته إصابة بالغة لسعود كريري بعد اشتراك مع ميسي. بعد العودة من الغرف المغلقة، أجرى سابيلا تغييرين هجومين بدخول دي سانتوس وفرنانديز أغوستو، وأدخل ريكارد مروان بصاص وأحمد عطيف بدلا من كريري والفرج. وحاول ميسي من الكرة الأولى في الفترة الثانية اقتناص الكرة المشتركة مع المولد لكن الأخير كان المتفوق، وعاد اللاعب نفسه في الدقيقة 50 ليتصدى لثابتة سددها بقوة فوق العارضة. بنفس سيناريو الشوط الأول ترك الأخضر الاستحواذ على الكرة للضيوف فارضا حصنا من 8 لاعبين في ملعبه لشل القوة الضاربة الأرجنتينية (ميسي- دي ماريا- أغويرو) ومن ثم الارتداد عند الحصول الكرة وتشكيل الخطورة التي بدأت في هذه الفترة بيسارية أطلقها العابد اعتلت العارضة بعد فاصل مهاري في الدقيقة 56. وأجرى ريكارد ثالث تغييراته بدخول المهاجم ربيع سفياني في الدقيقة 58 بدلا من الشمراني دون تغيير في الإستراتيجية التي بدأت تخرج بعض عناصر منتخب التانغو عن أطوارهم فشاهدنا دي ماريا يقذف الكرة بعيدا بعد أن فقد السيطرة عليها في الدقيقة 60، ومنح الحكم البحريني علي السماهيجي زاليتا بطاقة صفراء بعدها بدقيقة لدخوله العنيف على الحربي. ولم تكتمل اللقطة الخاطفة من أغوايرو لميسي في الدقيقة 62 عندما وصلت الكرة لوليد عبدالله قبل الفتى الذهبي، وفاتت من منتخبنا فرصة هدف مؤكد على يد فهد المولد في الدقيقة 64 بيد أن الأخير سدد في جسم الحارس روميرو أولا قبل أن تتصدى الدفاعات للكرة الثانية على خط المرمى الأرجنتيني. وترك أسامة هوساوي في الدقيقة 66 ملعب المباراة متأثرا بالإصابة ليدخل بدر النخلي وتنتقل شارة القيادة لذراع أسامة المولد، وتشهد الدقيقة 70 الجنون الكروي مع فرصة لنواف العابد الذي بذل مجهودا خرافيا لاقتناص هدف أخضر لولا تدخل الحارس لترتد الكرة للمنتخب الأرجنتيني وتتهيأ الفرصة الأهم للبديل أغوستو لكن وليد عبدالله والمولد كانا في الموعد قبل أن يعود ميسي بعدها بدقيقة للمحاولة لكن كرته لم تكتمل في وقت وصلت المباراة لذروة التنافس. وارتكب مهاجم المان سيتي أغويرو مخالفة خارج النص الرياضي ضد النخلي في الدقيقة 76 دون أن يحرك الحكم البحريني ساكنا لخطأ جاء في وقت زاد الصراع على الكرة وأشعل المدرجات على مشاهد البحث عن الهدف الأول. ومن كرة نقلها لميسي لأنخيل دي ماريا مرر الأخير للبديل دي سانتوس الذي ضرب برأسه فوق العارضة في الدقيقة 79 قبل دقيقة واحدة من تدخل ناجح لوليد عبد الله أبطل غارة ميسي الأخطر على المستوى الشخصي في المباراة خلال 80 دقيقة كان النجم الأول في العالم بعيدا عن مستواه وعاجزا عن إيجاد الحل لإنقاذ منتخبه. مدرب الأخضر تدخل للمرة الخامسة في الدقيقة 83 بدخول السهلاوي بدلا من المولد المقاتل الأول في الهجوم السعودي، وتشهد الدقائق المتبقية استنفارا أرجنتينا للخروج من المأزق ،وتهيأت لدي سوزا الذي فتح جبهة خطورة من مركز سلطان البيشي فرصة جديدة لكنه أخطاء التوجيه في الدقيقة 85 قبل أن يحصل على ضربة زاوية لم تأت بجديد، كما مرت تسديدة هائلة من أغويرو ببعدها بدقيقتين بجانب القائم الأيمن لوليد عبدالله وقبل ذلك دفع ريكارد بياسر الشهراني بدلا من البيشي في الدقيقة 89. وقبل نهاية الوقت الذي أضافه السماهيجي «4 دقائق» بثوان احتسب الحكم البحريني خطأ لمصلحة أغويرو على حدود منطقة الجزاء تصدى لها اللاعب نفسه وسدد بعيدا عن المرمى قبل أن يعلن السماهيجي نهاية الحوار الودي التاريخي بالتعادل الأبيض في تجربة ناجحة للأخضر ومخيبة للمدرب سابيلا ونجم العالم ميسي الذي بدا الذهول عليه واضحا بعد صافرة النهاية.