انتقد الكاتب علي مغاوي عدم ورود تراجم للشعراء الفرنسيين الذين ضمتهم مختارات من الشعر الفرنسي في كتاب (هكذا غردوا ) للمترجمة مهدية رابح دحماني من إصدارات نادي جازان الأدبي. وقال مغاوي خلال أمسية قراءة كتاب (هكذا غردوا) في مجلس ألمع الثقافي مساء أول من أمس الذي استضافه قصر (رُجال) بقرية رجال ألمع التراثية: إن على أي مترجم أن يكون عادلاً حتى لا تكون خيانة النص من خلال الترجمة سواء هذه النصوص السردية أو الشعرية للمبدع والتي تأتي من خلال الصور الذهنية والمألوف والمعيار الأخلاقي في النقد والحس اللغوي، ونحن نحاكم هذا الكتاب المترجم من الفرنسية من الناحية الانطباعية لأننا لا نعرف اللغة الفرنسية، ونحاكم المترجم، ولا نحاكم حس الشاعر. في حين قالت المترجمة دحماني رأيها في الجدل الذي دار في الأمسية بأنّ ترجمتها للشعر الفرنسي جاءت من أجل المتعة فقط، حيث اعتبرت عملها هذا نوعاً من الاسترخاء عند القراءة والتذوق والمتعة، وأشارت في مداخلتها الهاتفية التي تلت قراءة عملها إلى أنّها بصدد تقديم عمل بحثي مستقلّ عن الشعر الفرنسي، موضحة أنها تفاجأت بعد إصدارها للكتاب بأنّ هناك نصين سبقت ترجمتها إلى العربيّة مقرة بالاختلاف الكبير بين الترجمتين. وكانت المداخلات بدأت بالشاعر مريع سوادي الذي تحدث عن إيقاعيّة النصّ، وتساءل هل تعدّ شرطاً للترجمة، ورأى أنّ على المترجم أن يكون شاعراً متطوّراً، أما الكاتب إبراهيم شحبي فأكد متفقا مع مغاوي، على أنّ المتلقي كان بحاجة إلى هوامش مختصرة للشعراء الذين تمت الترجمة لهم، وتساءل عن النصوص، هل نقلت من العربية إلى العربية أم من الفرنسيّة إلى العربية؟ وتساءل أحد الحضور عن إمكانيّة نقل نصوص إبداعية لأدباء عسير إلى اللغة الفرنسيّة لترد دحماني مؤكدة صعوبة ترجمة بعض النصوص الشعرية إلى الفرنسية، معتبرة السرد أسهل في ذلك. أما الكاتب محمد البريدي فأشار في مداخلته إلى سيطرة الذائقة في اختيار النصّ، وذهب الناقد علي فايع الألمعي إلى أنّ هناك مفردات في بعض النصوص أرادت المترجمة أن تحشرها بقاموسيّتها العربيّة، وأشار إلى أنّ المترجمة حرصت على تكييف بعض النصوص بما يتوافق مع البيئة الجديدة والقارئ الجديد، في حين أبدى مدير برامج قرية رجال ألمع التراثية إبراهيم مسفر الألمعي رغبته في استضافة بعض الشعراء والسرديين الفرنسيين إلى مجلس ألمع الثقافي.