اختتمت فعاليات ملتقى الإعلاميين الأكاديميين الثاني الذي نظمه نادي الإعلاميين السعوديين في بريطانيا في مدينة سالفورد الإعلامية، بعد يومين من الأنشطة والفعاليات، نوقشت خلالهما عدة قضايا، منها تأثير الإعلام الرقمي المباشر على حياة الناس، والتحديات التي تواجه تدريس الإعلام قبل وبعد العصر الرقمي، والشبكات الاجتماعية وغيرها. وأكد إعلاميون شاركوا في الملتقى بقوة تأثير الإعلام الرقمي على حياة الناس، مؤكدين أنها باتت تقرر ما يفعلونه، ودعوا الشباب لاستغلال الفرصة، والإسهام في بناء العلم، واحتلال مكان ريادي. وكان الملتقى قد بدأ أعماله الأحد الماضي بمحاضرة مساعد عميد البحث العلمي والإبداع بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، وأستاذ الإعلام الرقمي بجامعة سالفورد البرفيسور بن لايت بالحديث حول تأثير الإعلام الرقمي المباشر على حياة الناس، حيث تتوفر حاليا أدوات رقمية متنوعة، وشبكات اجتماعية مختلفة، مؤكدا أن التقنية تقرر ما يفعله الناس رغم كونها ليست بشرية، وعلى الجانب الآخر يقرر الناس ما يفعلونه بها. وأشار إلى أن الشبكات الاجتماعية تدعوك لمشاركة معلوماتك بعدة وسائل، ف "يويتوب" مثلا يدفعك لمشاركة ما تشاهده في الشبكات، بينما "فيس بوك" يسحبك لتنشر فيه وتستمر في استخدامه، ويتوجه الناس أكثر الآن نحوه، ولديهم رغبة في التواصل". واختتم لايت محاضرته بعرض دراسة تم تطبيقها في متحف الامبريال لاستخدام الشبكات الاجتماعية. وتناول البروفيسور جوليان ماكدول بجامعة سالفورد، وهو باحث تربوي متخصص في تدريس الإعلام، التحديات التي تواجه تدريس الإعلام قبل وبعد العصر الرقمي، مشيرا إلى استمرار الصراع والنقاش حول قيمة تدريس الإعلام وأهميته، مع النقد الموجه لمخرجات الإعلام، وعدم توفر وظائف لخريحي الإعلام وفقًا للإحصائيات الرسمية. ووصف ذلك بأنه جدل دائم حول ماذا سيتم تدريسه للطلبة في القاعات، ورد قائلا "سيتم تدريسهم مقاطع تعرض على يوتيوب، وتحقق ملايين المشاهدات، فالإعلام الرقمي لا يعني نقل كل ما يوجد في الشبكات للقاعة الدراسية، بل لابد أن يكون السؤال: كيف يتم توظيف الإعلام الرقمي في التدريس؟ واختتم محاضرته بعرض فيديو، وحوارات مع المدرسين والطلبة. وتناول أستاذ قسم الإعلام بكلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود البروفيسور عبدالله محمد الرفاعي أزمة الإعلام في العالم العربي، وأكد على ضرورة مراجعة تأثير الإعلام الجديد في المجتمع والأشخاص، والتعرف على ماهيته، مشيرا إلى أن هذا الإعلام نشأ في ظرف معين، ولا يزال في بدايته، داعياً الشباب لاستغلال الفرصة، والإسهام في بناء العلم، مؤكدا أنها فرصة لهم لاحتلال مكان ريادي، حيث حدود للمعلومة. كما دعا الباحثين في الإعلام إلى التوجه نحو دراسة تأثير الإعلام الجديد من النواحي النفسية والاجتماعية. واختتمت سلسلة المحاضرات بمحاضرة قدمها محرر قناة BBC محمد زيادة ناقش خلالها التحديات الحقيقية التي تواجه غرف الأخبار في عصر الإعلام الرقمي. وقدمت ورشة العمل الأولى المحاضرة المتخصصة في تطبيق تقنيات التعليم بجامعة سالفورد كرستينا كوستا، وتناولت خلالها أدوات الإعلام الرقمي التي تعين الباحث، وتسهل عليه البحث العلمي، وجمع المصادر، وترتيبها، ومشاركتها، وتحليلها، والاحتفاظ بها وتخزينها. وتناول مؤسس مدونة البحث العلمي، والمعيد بجامعة الملك عبدالعزيز عبدالرحمن حريري استخدام وسائل الإعلام الرقمي في التسويق الإعلامي، وأهمية ذلك في البحث العلمي. وتناولت محاضرات اليوم التالي نجوم الإعلام الاجتماعي في السعودية، وكانت البداية مع محاضرة لمدير الإعلام الجديد بصحيفة الرياض السعودية هاني الغفيلي، تلاه المخرج والممثل علي الكلثمي الذي استعرض عدة برامج على "يوتيوب" منها "لا يكثر"، و"خمبلة"، ثم انتقل بعدها الحديث لمقدم برنامجي "يومك معي وملعوب علينا" فراس بقنة، والذي تحدث عن المشاريع الإعلامية التي قدمها للمجتمع بمبادرات صغيرة توسعت لتحقيق تأثير كبير، منها مجموعة "غيرني" والتي انتشرت في عدة مدن. وتحدث أخيراً منتج ورسام ومخرج "مسامير" على اليوتيوب مالك نجر عن تجربته في الإعلام، وقال إنه حاول أن ينتج شيئا جيدا، ولكن للأسف أنهكه التوجه التجاري البحت، ولاحظ خلال تقديمه لعمل كوميديو على التلفاز أن أغلب ردود الأفعال كانت تأتيه من الإنترنت، مشيرا إلى أنه يفكر في إنتاج عمل يقدم على "يوتيوب" بدلا من الإعلام التقليدي، مؤكدا أنه لم يعد هناك فرق شاسع بين العمل الذي تنتجه عن طريق اليوتيوب وعن طريق التلفاز لارتفاع نسب المشاهدة. وثمن رئيس نادي الإعلاميين السعوديين في بريطانيا عبدالله المغلوث في ختام الملتقى جهود المشاركين والمنظمين والراعي للملتقى، وقال إن "الحلم لم يتحقق إلا بتعاون الجميع، وإن النادي تمكن من تحدي صعاب جسيمة واجهته حتى تحقق هذا الحدث". وتابع قائلا "دورنا كمبتعثين ليس فقط الدراسة للحصول على شهادة، بل ترك بصمة وسمعة طيبة، فيأتي بعد عودتنا من يتذكر أن هناك بصمة سعودية تركت هنا".