"ست الحبايب" التي لا يغير حنانها "الزمن"، ونظرتها لابنها مهما كبر، وخشيتها عليه أكثر من نفسها، تقسو على روحها من أجله، وتحميه حتى لو كانت ضعيفة. وسط كثافة الحجيج أمس في مشعر منى، تجد هم الأم هو ابنها، ورغم أن التعب ينهكها إلا أنها تخفي ذلك، مقدمة راحة الابن على راحتها، مهما كانت الوسيلة. فعلى الطرقات تجد من يستريح بجانبه والدته، فمثل هذه المواقف لا يفكر الابن سوى أن حضنها هو وسادته ليزيل تعبه، وهذا ما رصدته "الوطن"، في صورة تؤكد أن الابن يظل طفل أمه حتى لو شاب، وأنها منبع الحنان في كل مكان وزمان. هذا الحضن استوقف كثيرا من المارة، فكانت ردة فعلهم هي "الابتسامة" والإعجاب، والتوقف لثوان، وبعضهم لم يتحرك إلا بعدما طُلب منه. وفي موقع آخر تجد من تسقي ابنها "الثلاثيني" الماء، أو تجفف من عرقه، وهو في المقابل تعود ذاكرته إلى الوراء، حيث كانت "طفولته"، التي استرجعها في مثل هذه المواقف التي يحتاج فيها حنانا!.