أكد مفتى عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، أن أمن الشعوب أمانة في أعناق حكامهم، الذين ائتمنهم الله على رعايتهم. ووجه خلال خطبة عرفة رسالة لهم بالقول: "اتقوا الله فيهم وابذلوا كل جهدكم لتحقيق وصلاح حياتهم الكريمة ودفع معاناتهم والسعي لما يحقق عيشتهم الكريمة كما يريدون وإنصافهم بالعدل، فان العدل والإنصاف من أسباب تقارب القلوب وحل المشاكل". وأوضح في خطبة يوم عرفة أمس، أن هناك شعارا في هذا الزمن بين المسلمين يدعو إلى دولة مدنية ديموقراطية غير مرتبطة بالشريعة الإسلامية، وتقر الكثير من المنكرات، وهذا بلا شك بدعوى الحرية الشخصية، وهذا بلا شك ينافي تعاليم الإسلام ويخالف الكتاب والسنة وأصول الشريعة. وعن وضع العالم الإسلامي قال: "إن عالمنا الإسلامي يشهد فتنا ومصائب ومآسي، وتسفك الدماء وتخرب الممتلكات، وهذا يدعو للأسف الشديد والحزن؛ لأن الوقع شديد. فواجب على حكام الشعوب الإسلامية أن يعملوا من أجل الحوار والتفاهم وحل الخلاف وإرجاء المختلف إلى أحكام الشريعة، ونبذ الخلاف وحقن الدماء وعدم استعمال السلاح، وأن نحذرهم من مكائد أعدائهم الذين يحاولون زعزعة أمن الشعوب وحكامها؛ لإثارة الطائفية البغيضة، ولزعزعة الأمة وسلب أمانها واستقرارها فالحذر الحذر من مكائد أعدائها". وأكد أن ما ينجي الأمة من هذه المصائب، أن تحيي التضامن والتعاون بين المجتمعات المسلمة، مشيرا إلى أن شهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، جمعت قلوب المسلمين، ووحدت شملهم داعيا إياهم إلى البناء عليها من المحبة والمودة، ووضع اللبنات فوق اللبنات لتتكاثر الوحدة بين المسلمين، وإلى تبادل الخبرات بين بعضهم البعض في سبيل البناء الاقتصادي والتجارة والسياسة والعلوم العامة، وكل ما يحتاجون إليه، ليكن التفاهم على المسائل المصيرية والهموم المشتركة والجهود تبذل في سبيل ذلك. وقال: "أيها المسلمون، يحقق هذا المسلك أمرين عظيمين أمرا سياسيا لحكام المسلمين وشعوبها على أن يديروا بلادهم بمحض إرادتهم من غير إملاءات خارجية، واقتصاديا بأن يزيد الإنتاج ويزيد الخير والخيرات في بلاد الإسلام، وتشغيل الأيدي العاملة، والاستعانة بالعقول النيرة التي تنفع الأمة وألا تهاجر إلى غير بلاد الإسلام". وكان المفتي قد استهل خطبته بحمد الله والثناء عليه، على ما أفاء به من نعم، ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر. وأشار إلى أن عقيدة التوحيد إذا رسخت في أفراد الجماعات المسلمة، فلا بد أن تترك أثرا إيجابيا على هذا المجتمع، فيتحول المجتمع المسلم إلى مجتمع طاهر عفيف قوي نقي ملتحم يحافظ على هويته الإسلامية، ولهذا كان لزاما على الأمة الإسلامية أن تنهض جميعا في المحافظة على هذه العقيدة، فالمؤسسة التعليمية تحافظ على هذه العقيدة من خلال مناهجها التي تربى عليها البنون والبنات تربية إسلامية؛ لتقوي صلتهم بربهم وبدينهم وبنبيهم، فينشأ نشأة صالحة مفيدة، كذلك في وسائل الإعلام بما تنشره من فضائل وأخلاق، وبما تتصدى له من محاربة الأفكار المنحرفة والدعوات المشبوهة وهكذا كل مؤسسات المجتمع المسلم يحافظ على هذه العقيدة؛ لأنها صمام أمان للأمة يحميها من الانحلال الخلقي والانحراف العقدي، ويساعد في جمع الكلمة، والبعد عن الخلاف كله. وأكد سماحته: "أن من المآخذ التي أخذت على الأمة الإسلامية، انتشار الشعوذة والسحر والتنفير بين أفرادها، محذرا بقوله: "إن هذا الشيء أفسد العقيدة، وأنشأ الخلاف ودمر الأسر وأضر بالأمة وقطع صلتها بربها، وتعلقها بهذه الخرافات والضلالات، ولا شك أن السحر تعلمه كفر وضلال قال تعالى: "وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ"، وقال صلى الله عليه وسلم "اجتنبوا السبع الموبقات، وذكر منها السحر".