استعرض الكاتب خالد الغامدي في محاضرة ألقاها بمملكة البحرين، أخيرا، العديد من المواقف والقصص المثيرة والواقعية. وأشار الغامدي في ثنايا محاضرته إلى تجربة كتابه "مذكراتي اللندنية"، راويا قصته التي دارت أحداثها في مدينة الضباب بدءا من عام 1985عندما سافر وهو ابن سبعة عشر عاما لمرافقة أخيه للعلاج. وبيّن أن حالة السرد التي حملها الكتاب الذي يكتنز بين دفتيه 247 صفحة من القطع المتوسط تنبئ عن حبكة درامية مع تسلسل القصة من بدايتها وحتى نهايتها ومرورا بعقدتها لتفسح لخيال القارئ إكمال الجزء المفقود منها. وقال إن المذكرات تحدثت عن أفضل الأشياء التي كانت تتميز بها لندن قبل عصر الإنترنت، وهي الكتب المتوافرة بها دون غيرها من الدول ومكتباتها العريقة باللغتين العربية والإنجليزية، وهي الكتب الأصيلة التي ألفها كتّاب مهنيون من المستشرقين، وآخرون من اللاجئين السياسيين. وتناولت المذكرات جانبا مهما من قصة هجرة الصحافة العربية والكتّاب الكبار لأسباب سياسية وأمنية، حيث أصبحت لندن في ذلك الوقت تعج بالعديد من الصحف الرصينة منها والصفراء. وأسهب الكاتب بشيء من التفصيل عن بعض المواقف التاريخية والقوى الفكرية التي كانت مسيطرة على المجتمعات إبان فترة الثمانينات والتي تسمى بفترة الصحوة، وقال إنه وجد المجال متاحا في لندن بأن يعرف تفاصيل هذه الفكر ويعيد النظر في قراءته. وفي ختام محاضرته أشار الغامدي إلى سنوات من الاعتراف بالذات وتعزيز مكانة الإنسان وقيمه وأصالته وعرضها في مجتمع يعج بالمبهجات كلندن، حيث قابل بشرا لم يعهدهم من قبل ومر بتجارب وحكايات بعضها كان أقرب إلى الخيال، وهو الأمر الذي غيّر مجرى حياته لاحقا وكذلك إلى الأبد، على حد قوله.