قادت المصادفة عددا من بعثات الوسائل الإعلامية من صحف وقنوات تلفزيونية للإقامة في ممر واحد بمشعر منى، في مخيمات متلاصقة، مشكلين بذلك "شارعا للصحافة" يحاكي "فليت" شارع الصحافة الشهير بالعاصمة البريطانية لندن. وما إن تدلف إلى مقر السكن المخصص لمديرية الدفاع المدني في مشعر منى، حتى تكتشف وجود أغلب الصحف السعودية في المكان ذاته؛ وليس هذا فحسب، بل انضمت إلى الشارع نفسه إحدى القنوات التلفزيونية، وذلك بعد أن استضافت المديرية البعثات الإعلامية. وجود تلك الوسائل الإعلامية بجوار بعضها بعضا أتاح للإعلاميين فرصة اللقاء المستمر، وربما المجال للتعاون في بعض المواقف، رغم المنافسة التي تطغى على طبيعة عملهم، فيما يسيطر على لقاءاتهم الحديث عن الشأن الإعلامي بمجمله والمعوقات التي تواجه الصحفي بشكل عام، وخلال تغطية موسم الحج بشكل خاص. ويمتاز الموقع الذي تواجد فيه تلك الوسائل الإعلامية، ومنها صحيفة الوطن، والحياة، وقناة الأم بي سي، والشرق، وعكاظ، والشرق الأوسط؛ بالقرب من الأماكن الحيوية في مشعر منى، ومجاور لمستشفى منى الجسر التابع لوزارة الصحة. يذكر أن حج العام الماضي شهد مشاكل في تأمين مقار لبعثات الصحف، في وقت اعتمدت فيه بعض الصحف على عدد محدود من المقار الصحفية التي توفرها بعض الأجهزة الحكومية، حيث طفت على السطح حينها مطالبات بضرورة إلزام وزارة الإعلام بتوفير مقار سكن للبعثات الصحفية الموجودة في المشاعر المقدسة. وتعبر هذه الحالة النادرة عما تواجهه الصحف السعودية من مشاكل وعقبات في إيجاد مقار لبعثاتها الخاصة بتغطية الحج كل عام. "الإعلام" تتخلى مجددا
مثل كل الأعوام الماضية؛ تغيب وزارة الثقافة والإعلام عن المشهد، وتتخلى عن مسؤوليتها تجاه بعثات وسائل الإعلام المحلية المشاركة في تغطية الحج، وتكرر ذات العبارة "لا نملك الإمكانات والأماكن لاستضافة الصحفيين". وطبقاً لما نقلته بعض التقارير الصحفية، أتى تصريح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، أثناء حضوره إحدى المناسبات مؤخراً، ليؤكد عدم قدرة الوزارة على حل هذه المعضلة، حيث أكد على أن مسؤولية توفير مقار البعثات تتحملها المؤسسات الصحفية، وقال "الوزارة ليس لديها المكان والإمكانات لاستضافة الصحفيين"، مقترحا أن تخصص كل المؤسسات الصحفية المحلية مخيما واحدا لها.