أكد وزيرالحج الدكتور بندر حجارأن ندوة الحج الكبرى تجمع علمي تحتضنه المملكة، ويجمع المتخصصين والعلماء والمفكرين العرب والمسلمين لمناقشة جسامة التحديات في العصر الحالي، وأن من أهم مردوداتها هو تبادل الآراء وربط الصلة بين الحضور والمشاركين، وتوعية ضيوف الرحمن بما يجب أن يحاطوا به ليؤدوا نسكهم ثم يعودوا إلى بلدانهم سالمين غانمين. جاء ذلك في كلمته أمام حضور ندوة الحج الكبرى التي انطلقت في مكةالمكرمة أمس، بعنوان "الحج عبادة وسلوك حضاري"، وتستمر 3 أيام بحضور ومشاركة فاعلة من المتخصصين والعلماء والمفكرين العرب والمسلمين. وانطلقت الندوة أمس بمحاضرة أستاذ بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد بباكستان الدكتور حسين الأمين، تحدث فيها عن أنواع العبادة في الإسلام، تلتها محاضرة حول مقاصد العبادة في الإسلام لعميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر بمصر الدكتور محمد عرجاوي، ثم محاضرة أثر العبادة في السلوك لكل من عضو هيئة كبار العلماء بدبي الدكتور محمد سلطان والدكتورة هدى التيسان من جامعة الدمام. بعد ذلك قدم عميد كلية التربية الإسلامية في بيهاتش في البوسنة والهرسك الدكتور محرم شتولا فيتش محاضرته العلمية حول مفهوم الحضارة والمدنية والثقافة بمشاركة الدكتور سعيد برهان عبد الله رئيس اتحاد علماء إفريقيا بجزر القمر، تلاها محاضرة العبادة والسلوك الحضاري للدكتور عبد الله بن بيه نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس ومؤسس المركز العالمي للتجديد والإرشاد بموريتانيا ، ثم محاضرة الإسلام والحضارة للشيخ الصادق العثماني عضو المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الدينية بالبرازيل. عقب ذلك ألقت الدكتورة أمل خطاب أستاذة الفقه وأصوله بالأردن محاضرة علمية عن مقاصد الحج الروحية بمشاركة الدكتور أنور الغني رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بدولة نيوزيلندا، ليختتم اليوم الأول لندوة الحج الكبرى بالمحاضرة الرئيسة لعضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي وإمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد التي تحدث فيها عن جهود المملكة في توعية الحجيج بمقاصد الحج وفي تنمية السلوك الحضاري أثناء أدائه. وأكد المشاركون والمحاضرون، أن الشريعة الإسلامية قائمة على الأخلاق وأن الآداب الإسلامية هي روح التشريع والمقصود الأهم من الأحكام العملية, متطرقين إلى صفة حج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقاصد الحج المستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأثر الحج في تهذيب السلوك والأثر الذي ينبغي أن يحدث في سلوك الأفراد بعد تأديتهم للحج وأسباب غياب الأثر العلمي الملموس للحج على السلوك وتلمس الأسباب الحقيقية وراء عدم تغيير في السلوك لكثير من الحجاج بعد الحج, وأوردوا حلولا علمية تطبيقية تعزز ظهور أثر الحج على السلوك. وأوضحوا أن الحضارة تتألف من 4 عناصر تشمل الموارد الاقتصادية والنظم السياسية والتقاليد ومتابعة العلوم والفنون, لافتين إلى أنها ترتكز على البحث العلمي الفني والتشكيلي بالدرجة الأولى, وأن العبادة في الإسلام كثيرة ومتنوعة وأن العبادة والحضارة الحقيقية لا تعارض ولا تخاصم ولا تنافر بينهما بل يعيشان في تناسق وانسجام تام.