أثبتت فعاليات ندوة الحج الكبرى التي تنظمها وزارة الحج أن العبادات المفروضة تسهم في تقويم السلوك الإنساني، والانضباط في الوقت والأداء، وعقدت الندوة التي افتتحت يوم أمس تحت شعار «الحج عبادة وسلوك حضاري» ثلاث جلسات علمية، طُرح خلالها 12 بحثاً وورقة عمل. وتطرقت الندوة إلى الكثير من المواضيع المهمة في الحج، إذ تناول المتحدثون في الجلسات تعريف الحج لغة وشرعاً، ووصف مناسك الحج وأحكامه وفق ما جاء في الكتاب والسنة، ومقاصد العبادة في الإسلام، والتعريف بمقاصد العبادة في الإسلام ومنهجها التشريعي لرعاية الإنسان. كما ركزت الندوة على دور العبادات المفروضة في تقويم السلوك الإنساني في الإسلام، وإقامة الصلاة وثمرتها، ومقاصد الحج والعمرة العقدية والتربوية في الإسلام وأثرها في الحجاج والمعتمرين. وأوضح المشاركون في الندوة أن «مقاصد الحج التربوية وأثرها في الحجاج تشمل أكثر من عشرين مقصداً، منها تربية المسلم على التوازن والاعتدال في حياته اليومية، وتحقيق مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات»، وجاء من ضمن المقاصد «تأصيل مبدأ التآخي في الإسلام، ونشر روح التعارف بين الحجاج والمعتمرين»، مؤكدين أن الحج يجعل الإنسان ملتزماً بالنظام ويبتعد عن الفوضى والأنانية، إضافة إلى تعوده على الخشونة وشظف العيش والانضباط في الوقت والأداء، وغرس مبدأ التطوع في العبادات وتعميقه في النفوس. وأكد المشاركون في أبحاثهم أن الشريعة الإسلامية قائمة على الأخلاق وأن الآداب الإسلامية هي روح التشريع والمقصود الأهم من الأحكام العملية، مشيرين إلى صفة حج الرسول صلى الله عليه وسلم ومقاصد الحج المستقاة من كتاب الله وسنة رسوله، وأثر الحج في تهذيب السلوك، والأثر الذي ينبغي أن يحدث في سلوك الأفراد بعد تأديتهم للحج، أسباب غياب الأثر العلمي الملموس للحج على السلوك وتلمس الأسباب الحقيقية وراء عدم تغيير في السلوك لكثير من الحجاج بعد الحج، وأوردوا حلولاً علمية تطبيقية تعزز ظهور أثر الحج على السلوك، كما تناولوا مفهوم الحضارة والمدنية والثقافة. من جهة أخرى، أوضح المشاركون في الندوة أن الحضارة تتألف من أربعة عناصر تشمل الموارد الاقتصادية والنظم السياسية والتقاليد ومتابعة العلوم والفنون، لافتين إلى أنها ترتكز على البحث العلمي الفني والتشكيلي بالدرجة الأولى. وقال المشاركون: «إن العبادة في الإسلام كثيرة ومتنوعة، وإن العبادة والحضارة الحقيقية لا تعارض ولا تخاصم ولا تنافر بينهما، إنما تعيشان في تناسق وانسجام تام».