لم تفلح برامج التوعية التي نفذتها وزارة التربية والتعليم بمختلف المدارس لتوعية الطلاب والطالبات بعواقب الغياب عن المدارس خلال الأيام التي تسبق وتلي الإجازات الرسمية، في ظل تسجيل معظم المدارس موجة غياب بدأت منذ مطلع هذا الأسبوع، ووصلت أمس إلى ما نسبته 50%. وتوقع بعض مديري مدارس تحدثوا ل"الوطن"، أن تصل النسبة إلى 90% غدا الأربعاء، محملين الأسرة والمعلمين الجزء الأكبر من مسؤولية تفاقم هذه الظاهرة. وقالوا إنه بالرغم من تنفيذ ورش عمل وبرامج توعوية داخل المدارس تستهدف الحد من هذه الظاهرة إلا أن دور الأسرة ما زال غائبا. وحمل كل من محمد الغامدي وفهد المنيفي وعبد الله العلي "مديري مدارس بمنطقة مكةالمكرمة"، كلا من الأسرة والمعلمين ولائحة المواظبة، مسؤولية تفاقم غياب الطلاب في هذه الأيام، مؤكدين أن الأسرة ما زالت لا تعي دورها لمساعدة المدرسة للحد من غياب الطلاب، متهمين في الوقت ذاته المعلمين والمعلمات بترسيخ مصطلح "الأسبوع الميت" في أذهان الطلاب، وأن استخدام المعلمين لهذا المصطلح أمام الطلاب، عمق في أذهانهم أنه لا فائدة من الحضور هذا الأسبوع. من جانبهن، شكت مديرات المدارس رحمة جاد، وحصة الشاعر، وفدوى المبارك، من ضعف العقوبات التي نصت عليها لائحة المواظبة لمعالجة غياب الطلاب والطالبات، مفيدات أن حسم درجة واحدة من المواظبة لقاء الغياب، لا تهتم له الطالبة ولا حتى ولي أمرها، كونه لايقدم ولا يؤخر، ولا يترتب على هذا الإجراء أي خطر يهدد مستقبل الطالبة، وأن معظم المدارس التي تسجل الطالبات المنقولات لم تعد تهتم لدرجات المواظبة. وكانت إدارة تعليم جدة، أنهت الفصل الدراسي الماضي، بورشة عمل خاصة بإجراءات الحد من ظاهرة غياب الطلاب والطالبات قبل وبعد الإجازة بمقر إدارة التربية والتعليم بشارع حائل. وطرحت الورشة ما تسببه هذه الظاهرة من آثأر تربوية وتعليمية سلبية، داعية إلى ضرورة تفعيل لائحة السلوك والمواظبة لضبط الغياب والسلوك وكذلك تكثيف التوعية لأولياء أمور الطلاب والطالبات من خلال مجالس الآباء والأمهات، وإعداد نشرات تربوية تحقق الهدف مع التأكيد على أهمية التواصل مع كافة وسائل الإعلام من صحافة وتلفزيون وإذاعة وصحافة إلكترونية.