وقعت الحكومة الفلبينية وجبهة مورو الإسلامية للتحرير - وهي أكبر جماعة إسلامية في البلاد- اتفاق سلام أمس يمثل خارطة طريق لتشكيل إقليم جديد يتمتع بحكم ذاتي في الجنوب، وهي خطوة نحو إنهاء صراع مستمر منذ أكثر من 40 عاما. وأجرى الرئيس بنينو أكينو ورئيس جبهة مورو الإسلامية للتحرير إبراهيم مراد محادثات قبل التوقيع على اتفاق إطار تاريخي. وقبل الاجتماع أعطى مراد الذي كانت زيارته لقصر الرئاسة هي الأولى بالنسبة له، لأكينو جرسا صغيرا قرعه قائلا "هذا هو صوت السلام". وهذا هو الاجتماع الثاني بين مراد وأكينو منذ أوائل أغسطس 2011 عندما أجريا محادثات سرية في طوكيو ويمثل نقطة تحول في مفاوضات السلام المستمرة منذ نحو 15 عاما. وحضر التوقيع رئيس وزراء ماليزيا نجيب عبد الرزاق الذي سهلت حكومته المفاوضات منذ مارس 2001 كما حضره شخصيات أجنبية بارزة. وقال أكينو قبل مراسم التوقيع في قصر مالاكانانج "مازال يتعين عمل الكثير كي نجني ثمار اتفاق الإطار. هناك التزامات يتعين تنفيذها... وأحلام نود تحقيقها". ويتوقع أن يصدر أكينو قريبا أمرا تنفيذيا بتشكيل لجنة انتقالية من 15 فردا تقوم بصياغة تشريع جديد بحلول عام 2015 لتشكيل حكومة محلية إسلامية جديدة في "بانجسامورو" وهو الاسم الذي أطلقته قبائل مورو على منطقتها. ويحدد استفتاء يجرى في وقت لاحق في المناطق التي يغلب المسلمون على سكانها في الجنوب شكل وحجم منطقة بانجسامورو الجديدة. وسيكون للحكومة الجديدة التي ستتمتع بحكم ذاتي سلطات سياسية أوسع وسيطرة أكبر على الموارد بما في ذلك الثروات المعدنية والنفط والغاز الطبيعي. وستبقى العملة وخدمات البريد والدفاع والسياسة الخارجية تابعة للحكومة المركزية في مانيلا. من جانبه أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، عقب لقائه الرئيس أكينو، أن المنظمة تساعد حاليا على توحيد جهود منظمتي "جبهة تحرير مورو الإسلامية" و"جبهة تحرير مورو الوطنية" بغية تكثيف التعاون والتنسيق بين الجبهتين، وذلك عبر العمل على تأسيس مجلس بانجسامورو التنسيقي. وشدد على أن المنظمة تؤكد موقفها الداعم لوحدة شعب بانجسامورو. وفي تعليق إلى "الوطن" قلل مدير إدارة الأقليات والمجتمعات المسلمة في المنظمة طلال داعوس، من تخوفات عدم إتمام توحيد الجبهتين قائلاً إنه "ليس هناك اختلاف بين مورو الوطنية والإسلامية في الاستراتيجية السياسية والوصول إلى سلام عادل وشامل، لكن هناك اختلاف في التكتيك السياسي".