انتظر المدرب الهولندي فرانك ريكارد ورجاله حتى منتصف الشوط الثاني لمباراتهم الودية الدولية أمام الكونجو أمس، للكشف عن هويتهم الجديدة، بعد أن عدلوا خسارتهم بهدفين نظيفين في الشوط الأول، إلى فوز مستحق 3/ 2 في المواجهة التي جرت على ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي في الأحساء. فبعد شوط أول فاتر لم يظهر فيه الأخضر أي شخصية، جاء الشوط الثاني حاملا معه كل أدوات مسح سلبيات الشوط الأول بعد أن قدم الأخضر خلاله نفسه بظهور مشرف توج بالفوز. وعلى الرغم من تحقيق الفوز، إلا أن العيوب الكثيرة بدت واضحة وسط خطوط الأخضر خصوصا في خط الدفاع الذي بدا غير متجانس بعيد عن أجواء المباريات بدليل تلقي مرمى المسيليم هدفين بطريقة واحدة وهي لعب الكرة في المساحة بينه وبين قلبي الدفاع أسامة هوساوي وأسامة المولد، كما أن خط الوسط الذي قاده أحمد عطيف وعبدالعزيز الدوسري ومعتز الموسى وتيسير الجاسم، سلم أموره إلى الضيوف ولم يعمل على تمويل خط المقدمة الذي قاده نايف هزازي وعيسى المحياني. وإن كان هناك ما يحسب ضمن الإيجابيات للأخضر في هذا الشوط، فهو الظهور الجيد للظهير الأيسر منصور الحربي من خلال نجاحه في خلق مساحات في الجهة اليمنى للكونغوليين. ومع بداية الحصة الثانية، بدا واضحا ارتسام العزيمة على وجوه لاعبي الأخضر من أجل استبدال الصورة الهزيلة بأخرى أكثر وضوحا على الرغم من احتفاظ ريكارد بذات الأسماء التي دفع بها في شوط اللعب الأول. وسرعان ما استرد الأخضر حيويته التي غابت عنه فترات طويلة حتى في المباريات الماضية وفرض أسلوبه مرغما الضيوف على التراجع، خصوصا بعد دفع ريكارد بأحد الاكتشافات الجديدة وهو النجم القادم بقوة فهد المولد، فبدخوله نشط أداء خط المقدمة وتراجع منتخب الكونجو إلى الخطوط الخلفية. انتظار هدف سعودي أول، لم يطل، فقد نجح أسامة المولد في التنفيس عن غضبه من خلال ضربة من خارج منطقة ال18 بقوة على يمين الحارس عانقت الشباك وزادت اللاعبين عزيمة لتكرار المحاولة. والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، دفع ريكارد بعدد من الأسماء الشابة كيحيى الشهري وسلمان الفرج وربيع سفياني، فأصبحت السيطرة سعودية وسط استكانة كونغولية للنتيجة. لم يخيب البدلاء ظن مدربهم، فباغت السفياني حارس المرمى برأسية خلفية مستفيدا من كرة يحيى الشهري الثابتة داخل الصندوق هدفا تعادليا. والجميع يهم بالخروج من أرضية الملعب وسط آراء مختلفة حول المدرب وتشكيلته والأسماء التي وقع عليها اختياره، تسبب المتألق ربيع سفياني في حصول الأخضر على ضربة جزاء تصدى لها منصور الحربي معلنا فوز الأخضر بثلاثية مستحقة ربما تعيد الكثير وتحسن من الوضع العام وسط منتخبات العالم في التصنيف الدولي الخاص بشهر أكتوبر الحالي، كما أنه من شأنها أن تعيد بعضا من الثقة المفقودة بين المدرب والجماهير والإعلام من جهة، ووسط اللاعبين أنفسهم.