وقعت الهيئة العامة للسياحة والآثار عقد مشروع إعادة بناء عريش الملك عبدالعزيز في مركز السلمية بمحافظة الخرج مع إحدى المؤسسات الوطنية بقيمة "1.7" مليون ريال، يتضمن بناء سور طيني وبوابات، وإنشاء عريش ومنطقة جلوس، وترميم البئر والسواني، إضافة إلى تشجير الموقع وتجهيزه بالممرات ليكون متنزها لأهالي المنطقة، على أن يبدأ العمل في المشروع قريبا. وكان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وجه خلال توليه إمارة منطقة الرياض بإعادة بناء عريش الملك عبدالعزيز بالخرج، وذلك بناء على ما رفعه محافظ الخرج الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز. ويسهم المشروع الذي يستغرق تنفيذه ثمانية أشهر في إحياء الموقع التاريخي في المنطقة، وسيكون متنزها ومتنفسا لأهالي المركز ومدينة السيح والمراكز الواقعة شمال محافظة الخرج، ويتضمن عددا من الخدمات الاستثمارية، مثل أماكن بيع المأكولات والمشروبات الخفيفة والمستلزمات التذكارية وتأجير السيارات. ويحظى عريش الملك عبدالعزيز بأهمية تاريخية، لارتباطه بالخطوات الأولى من مسيرة التنمية في المملكة، وأنشئ في مزارع أوقاف الإمام عبدالرحمن بن فيصل – يرحمه الله - في مركز السلمية شمال مدينة السيح بالخرج، حيث أمر المؤسس في حينه بعمارة ساقي فرزان من منبعة "عيون فرزان" وحتى مصبه في مركز السلمية، كما أمر بتأهيل المواقع القابلة للزراعة وغرس النخيل في المركز، فيما تم بناء العريش في جزء من المزرعة يسمى الدغيثري في عام 1337، ليستريح فيه الملك أثناء زياراته. ويعد عريش الملك عبدالعزيز من أبرز الآثار التاريخية ببلدة السلمية، حيث كان الملك عبدالعزيز يتخذ منه مجلسا في زياراته المتكررة للبلدة في فصل الصيف، وقد ارتبط العريش في أذهان أهالي الخرج بحضور الملك المؤسس للموقع، إضافة إلى ارتباطه بساقي فرزان الذي يعود تاريخه إلى أكثر من "2100" سنة، ويعد أحد المعالم التاريخية البارزة لنظم الري في الجزيرة العربية، ويعتبر العريش عبارة عن مجلس كبير مرتفع عن مستوى الأرض، ومبني بالطين والعروق والخشب، في مساحة "100" متر مربع.