كشفت مصادر دبلوماسية مطَّلعة ل"الوطن" أن الولاياتالمتحدة أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنها ستوقف مساهمتها في دعم المنظمة الدولية إذا جرى التصويت على قبول فلسطين دولة غير عضو في المنظمة. ولا تملك واشنطن حق النقض (الفيتو) في الجمعية العامة التي يحظى فيها الفلسطينيون بتأييد واسع وسط تقديرات بأن يمر مشروع القرار الفلسطيني بسهولة وبأغلبية كبيرة. وكانت واشنطن قد قطعت مساعداتها عن منظمة (اليونسكو) بعد أن قبلت العضوية الكاملة لفلسطين فيها. ورغم عدم تحديد موعد رسمي للتصويت إلا أن مسؤولين فلسطينيين رجَّحوا أن يتم ذلك بعد الانتهاء من صياغة مشروع قرار فلسطيني سيتم تقديمه على الأرجح نهاية شهر نوفمبر المقبل. من جهة أخرى، تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث استشهد 3 فلسطينيين بينهم أحد القادة السلفيين البارزين في هجمات صاروخية إسرائيلية على القطاع، ربطها محلِّلون بانتخابات تل أبيب المبكرة في يناير المقبل. وقالت مصادر محلية إن القيادي السلفي هشام السعيدني المعروف بكنية "أبو الوليد المقدسي" قُتل بصاروخ إسرائيلي بينما كان وأحد زملائه على دراجة نارية في مخيم جباليا شمال قطاع غزة. وأدت الهجمات الإسرائيلية إلى جرح عدد من المدنيين بينهم أطفال. وأشاد رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو بهذه الغارات وقال في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته أمس "أشيد بالعملية الدقيقة التي قام بها جيش الدفاع في قطاع غزة. لأن تنظيمات الجهاد العالمي تكثِّف جهودها للاعتداء علينا ونحن بدورنا سنواصل العمل ضدها بكل حزم وصرامة، إما من خلال القيام بردود فعل أو القيام بعمليات وقائية تهدف إلى إحباط مخطَّطاتها". من جانبها دانت الحكومة المقالة في غزة الاعتداءات الإسرائيلية الجديدة، وقال المتحدث باسمها طاهر النونو "ندين هذه الجرائم الصهيونية ونستنكرها ونعتبر أن هناك محاولة من قبل قيادة العدو للهروب إلى الأمام وتنفيس بعض الإشكالات الداخلية المتعلقة بالانتخابات لدى الاحتلال، وهذا التصعيد هو جزء من الدعاية الانتخابية، ونؤكد أن شعبنا الفلسطيني لن يكون مسرحاً لهذا التنافس". وأضاف "ندعو الجهات المعنية كافة للتدخل لوقف الاحتلال الصهيوني عن جرائمه، ونحذر من تداعيات هذه الجرائم على مجمل الأوضاع في المنطقة". إلى ذلك واصل المستوطنون هجماتهم على المزارعين الفلسطينيين في الضفة الغربية مع بدء حصاد الزيتون. وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط روبرت سيري في بيان حصلت "الوطن" على نسخة منه، "أشعر بالفزع إزاء التقارير عن الهجمات المتكرِّرة للمستوطنين الإسرائيليين على المزارعين الفلسطينيين وتدميرهم للمئات من أشجار الزيتون في ذروة موسم الحصاد في الضفة الغربية، فهذه الأعمال تستحق الشجب وأدعو حكومة إسرائيل إلى تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة".