كثرة الملاحظات والانتقادات التي تطرح بين الحين والآخر سواء فضائيا أو ورقيا أو إلكترونيا من قصور وخلل لبعض ما نعايشه من واقع، يجب أن يسير لمصلحة التغيير فتكرار التقصير ما هو إلا لفت انتباه للمسؤول الذي حمل الأمانة وأقسم على الحفاظ عليها وأداء حقها، فإن كان نسي تذكره مثل هذه التلميحات، فيسارع في إصلاحها وتفاديها وعدم تكرارها، وإن تقاعس فهو بيده يهلك ذاته ومن حوله. وعلى رأس المهام مراعاة المفاسد والمصالح، وتحمل الناس والتعامل بأخلاقيات إسلامية والصبر على تغيير واقعه السيئ حتى يصلح، ونذكره بحديث الرسول الكريم "لا إيمان لمن لا أمانة له". نحن لا نريد نقد مسؤول بعينه، بقدر ما يهمنا صالح مجتمعاتنا وأوطاننا، لنرقى بها إلى مصاف دول التقدم الأخرى، ونحن أهل للتقدم بمكنونات ونعم حبانا الله بها وفضلنا بها. لكن المتأمل في حال بعض من ذوي المناصب، من يقع في هذا المنكر وعدم تقدير الأمانة، وعدم حفظ لحقوق الناس إلا منكرا وذنبا عظيما، ثم تجد هؤلاء لهم نصيب في الظاهر من الاستقامة، وحالهم هو حال المنافقين، فيكونوا أعداء لإبليس في الظاهر، أصدقاء له في السرِّ، كما قال بعض السلف. وما قول الله تعالى: "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا" إلا دليل نرفع به أصواتنا أمام كل مقصر، ونطالب من الجهات المعنية الاهتمام بحصر العمر الإنتاجي لكل مسؤول، ومتابعته ومعاقبته للقيام بالدور المنوط له من تحقيق مطالب المجتمع اليومية، والتشدد في محاسبة المخالفين والمتلاعبين، وتكثيف الدوريات ومراقبة تقاعس المسؤولين من عدم أخذهم بعين الاعتبار لبعض الملاحظات والانتقادات التي تكرر طرحها، وأن يدرك كل منهم حقيقة الثواب من الخالق قبل المخلوقين، وأن يعلموا أن ما وفقوا فيه من عمل صالح فهو من فضل الله، فليسعوا لتحقيق رضا الرحمن.