في الطفولة لكل شيء مذاق.. ولكل لعبة طعم ونكهة، فالسعيد وقتها من حظي بلعبة يرتمي بأحضانها فيقضي أمتع وأبهج اللحظات. لعبة نشغل بها أوقات فراغنا فتمتص كل ما لدينا من طاقة.. نحاورها وتحاورنا بلغة لا تفهمها إلا الطفولة فنرسم معها أجمل الأحلام الوردية لنبحر في عالم من الخيال. كبرنا فلم تعد تلك اللعبة كما كانت في السابق! أصبحنا نبحث عن لعبة تتناسب مع نضج عقولنا وإبداع تفكيرنا عند النضج؛ جميل أن تستبدل تلك اللعبة بأنيس لا تمله ولا يكلف عليك، تطرق بابه إن مستك الحاجة فيترقب عطر قدومك بشغف، يعطيك دون مقابل، تحتفظ به في خزانتك وعلى رف من الرفوف فعند حاجتك تتراقص لك فوائده وتتجاذب إليك أفكاره، تأخذ لب عقله لتنمي عقلك وتمتص تناغمانه لتطرب بها إحساسك، توسع مداركك وتبلغ أقصى منتهاك! إنه الكتاب.. الجليس الذي لا ينافق ولا يمل ولا يعاتبك إذا جفوته ولا يفشي سرك وقد قيل «الكتاب معلم صامت» ( أولوس جيلو). القراءة هي الوسيلة الأولى للتعلم والمعرفة وهي مفتاح العلم.. بالقراءة ستبحر في عالم خاص.. ستعطي عقلك مساحة أكبر للتأمل.. سترفع الجهل عن نفسك.. وبالمقابل هي السبيل الآمن للاتصال بعالم الآخرين واكتساب خبراتهم والاستفادة من تجاربهم.. وكما قال الكاتب الفرنسي مونتين «أن تقرأ، يعني أن تجد الصديق الذي لن يخونك أبداً»، إن أهم مؤشر حول أهمية القراءة هي الأمر الإلهي لنبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، بكلمة «اقرأ» في بداية أول آية سماوية نزلت عليه «اقرأ باسم ربك الذي خلق» . «وقد أثبتت الدراسات أن 70 % من المعلومات التي يتعلمها الإنسان ترد إليه عن طريق القراءة، أما الباقي فيتعلمه بالبحث والسؤال والتأمل والاستماع والربط والاستنتاج واستنباط المعرفة والتجربة». بالقراءة سينير عقلك كوضوح القمر ليلة البدر.. وستلبس حلة من العلم لا يفقهها إلا القراء.. ستبهر في تفكيرك، حديثك، أسلوبك وحتى حوارك مع ذاتك، ستصبح دقيقاً كالمجهر فتكتشف من حولك أنهم لم يستبدلوا لعبهم بعد!! لأن من يسقي وينمي عقله بالقراءة والمطالعة سيجد ثمرة وأثر ذلك واضحاً في مستقبله، كيف لا وهو سيشارك الناس عقولهم!