نايف القحطاني في الوقت الذي كان فيه رب الأسرة يخاف على أبنائه من الخروج من المنزل والتعرض للخطر أصبح المنزل في زمننا هذا هو مسرح الجريمة الأول ومعقل الخوف. لا عجب في ذلك، فحين تُقتَل طفلة بريئة، وتوارى الثرى من غير ذنب فإن المرء يقف مع نفسه ليجول في ذهنه تساؤلان، وهي: إما أننا نستقدم وحوشا بشرية وساحرات على وزن خادمات، وإما أن طيبتنا جعلت من أجساد أبنائنا لحما مقطعا في أنياب من نستقدم لخدمتنا! فبعد تلك الحادثة الأليمة التي أصبحت فيها الطفلة تالا ضحية، وبعد أن شجت إحدى الخادمات رأس مواطن بساطور، وبعد أن سمعنا ما يشيب له الرضيع من جرائم ترتكب، وسحر يفرق ويعذب، وحقد دفين كفيل بأن يجعل إحداهن تدس السم في الطعام بل وحتى القاذورات؛ يجب علينا أن نكف عن استقدام تلك الأشباح، ويجب أن نخدم أنفسنا، ولا نجعل وجود خادمة في المنزل دليل رفاهية، وتقليدا للآخرين.. لم نكن قبل 20 عاما كما نحن الآن، لم نكن نسمع بمثل هذا وكنا قادرين على غسل إناء الطعام وتنظيف البيت وتربية أطفالنا بأنفسنا. وأما ما يخص الأسر التي تخرج للعمل فيجب أن تكون هناك حضانات يوضع الطفل فيها ليتم تعليمه وبناء أفكاره إلى حين عودة ذويه من أعمالهم، ويكون ذلك بإشراف فتيات سعوديات. بذلك نبعد السكين والساطور عن رقاب أبنائنا. ونستبدلها بالقلم والكتاب لننير عقولهم. ونفتح المجال أيضا لفتياتنا خريجات رياض الأطفال وغيرها من أقسام التربية للانخراط في العمل وكسب لقمة العيش.