مثلما كانت كظائم الماضي تضخ النماء ، والإخصرار في شرايين مدينة الحُسن والدلال"أبها" ، أطلت هذه الأيام ساقية تسكب البهاء ،ولغةالجمال، على أحضان الإبداع بالريشة والكلمة والصورة مع ذكريات ، تنثر على الأماكن عبيرها. وبنغمات ربيع الحياة ، وشواهد التراث ،.وسنا الخيال يستمتع الزائر لساقية الفنون وسط مدينة ابها ،بمشاهدة عشرات اللوحات الفنية التشكيلية،كمقامات سلم موسيقي ، رتبها المتالق دائماً صاحب المبادرات الوطنية المعروفة وقاموس الوفاء لقيادته ووطنه ومجتمعه الفنان التشكيلي عبدالله بن شاهر عسيري. ومنذ افتتاح الساقية في يومها الأول توافد الناس عليها ، ولازالوا ، يشاهدون جداول ، تنساب على حدائق العمر ،ولقاءات "موشاة بالسلام وبالعتاب" كما قال الشاعر. واستهلت الساقية نشاطاتها باشراف نادي أبها الأدبي، بمسامرة لرواد الفن التشكيلي بمنطقة عسير، قدمتها غلا الألمعي ، ورسم فيها بالكلمات عبدالله الشلتي، مفرح عسيري، سلطان الزيلعي، مسيرتهم على باقات من حكايات تيجان الزهور ، طيف الألوان ، أسرار الطبيعة، ،عبق الماضي في عسير ، وانعكاساتها على نجاح أعمالهم الفنية. وجاءت المسامرة الثانية التي أدارها مذيع المستقبل بامتياز "نواف عبدالله" عن شيخ الاحياء بمدينة أبها (مناظر) تقاسم الحديث فيها اللواء متقاعد خالد بن شايع ،عبدالله الشلتي ،محمد بن أحمد مطاعن. وأعتقد أن هاتين المسامرتين ، وما أفرزتاه من معلومات،واحداث ،وحكايات ، شجعت النادي ،والساقية على الإستمرار في تنفيذ مثل هذه النشاطات التي تُصنف كتاريخ شفوي بأمتياز ،ومن الاهمية توثيقها ، ولن يتأت ذلك إلا بدعم ومساندة الجميع. ويتطلع المحبون لأن تمتد كظائم الساقية إلى ماحول أبها من قرى ومزارع وتراث وأدب شعبي وتاريخي ،وصناعات ومهن، وعادات وتقاليد، وتخصيص مسامرات يتحدث فيها المسؤولون عن مشروعات التنمية في أبها خاصة ،وعسير بصفة عامة ومساراتها المتعددة والمبشرة بالخير والنماء، والمستقبل الواعد. وحين نذكر ساقية أبها للفنون كرافد مهم للقوة الناعمة في بلادنا الحبيبة يحضر إسم الداعم الحقيقي رجال الأعمال العصامي عبدالرحمن بن صالح القحطاني الذي هيأ المكان المناسب وقدم من وقته وماله الشيء الكثير. رأيت أبا فارس مساء يوم حافل بين جموع الحاضرين ، وقد أرتسمت البسمة على محياه والساقية تمنح الجموع عطر الأسئلة وشذا الحنين ، والإعتزاز برؤية طموحة مباركة في هذا العهد الزاهر. وأتوقع في القريب زيارات ومبادرات من رجال الأعمال لدعم ورعاية الساقية ، ما يجعلها بحول الله نقطة جذب سياحية ثقافية فنية ، ملهمة لأخت السحاب"أبها".