دعا المسؤولون الأوكرانيون الحلفاء مرارًا وتكرارًا إلى إعطاء الضوء الأخضر لاستخدام الأسلحة طويلة المدى التي يوفرها الغرب لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، وقوبلت الدعوات بالرفض، ولكن لم تيأس أوكرانيا ووجهت دعوة جديدة للغرب للسماح لها بالهجوم على عمق أكبر في روسيا، بعد أن لم يسفر اجتماع بين زعماء الولاياتالمتحدة وبريطانيا في اليوم السابق عن أي تحول واضح في سياستهما بشأن استخدام الأسلحة بعيدة المدى. وقال مستشار الرئيس الأوكراني أندريه يرماك: «إن الإرهاب الروسي يبدأ من مستودعات الأسلحة والمطارات والقواعد العسكرية داخل الاتحاد الروسي، إن السماح بشن هجمات في عمق روسيا من شأنه أن يسرع من الحل». وفي الوقت نفسه، واصل المسؤولون في موسكو الإدلاء بتصريحات علنية تحذر من أن الضربات بعيدة المدى من شأنها أن تؤدي إلى المزيد من التصعيد بين روسيا والغرب. وتتوافق هذه التصريحات مع الرواية التي روج لها الكرملين منذ بداية الحرب، متهمًا دول حلف شمال الأطلسي بالمشاركة الفعلية في الصراع ومهددًا بالرد. مناطق محدودة وسمحت الولاياتالمتحدة لكييف باستخدام الأسلحة التي توفرها الولاياتالمتحدة فقط في منطقة محدودة داخل حدود روسيا مع أوكرانيا. وكان من المعتقد أن المناقشات بشأن السماح بضربات بعيدة المدى كانت على الطاولة عندما التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في واشنطن يوم الجمعة، لكن لم يتم الإعلان عن أي قرار على الفور. ويضغط الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على الولاياتالمتحدة وحلفاء آخرين للسماح لقواته باستخدام الأسلحة الغربية لاستهداف القواعد الجوية ومواقع الإطلاق في أماكن أبعد، بينما كثفت روسيا هجماتها على شبكة الكهرباء والمرافق في أوكرانيا قبل الشتاء. ولم يعلق لافروف بشكل مباشر على الاجتماع، لكنه قال إن أكثر من 70 طائرة روسية دون طيار أطلقت على أوكرانيا. وفي وقت لاحق، قالت القوات الجوية الأوكرانية إنه تم رصد 76 طائرة روسية دون طيار، تم إسقاط 72 منها. وكتب زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي: «نحن بحاجة إلى تعزيز دفاعنا الجوي وقدراتنا بعيدة المدى لحماية شعبنا. ونحن نعمل على هذا مع جميع شركاء أوكرانيا». استهداف الطاقة وشهدت هجمات أخرى خلال الليل مقتل شخص بنيران المدفعية الروسية، أثناء استهداف البنية التحتية للطاقة في منطقة سومي بأوكرانيا، وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية إن سائقًا يبلغ من العمر 54 عامًا قُتل وتم نقل سبعة أشخاص آخرين إلى المستشفى. وقال محافظ خاركوف، إيغور تيريخوف، إن قنبلة جوية من طراز كاب سقطت أيضا على مجمع لتصليح السيارات في مدينة خاركوف بشرق البلاد. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. تحذير موسكو وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، لوكالة أنباء تاس الرسمية، إن الحكومتين الأمريكية والبريطانية تدفعان الصراع، الذي بدأ بغزو روسيا الكامل لأوكرانيا في فبراير 2022، نحو «تصعيد سيئ السيطرة». وتجاهل بايدن، تعليقات مماثلة أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الذي قال إن السماح بضربات بعيدة المدى «سيعني أن دول حلف شمال الأطلسي والولاياتالمتحدة والدول الأوروبية في حالة حرب مع روسيا». وعندما سُئل عن رأيه في تهديد بوتن، أجاب بايدن: «لا أفكر كثيرًا في فلاديمير بوتن». أسرى الحرب ومن جهة أخرى، أعلن مسؤولون روس وأوكرانيون عن تبادل للأسرى، وشمل التبادل 206 أسرى من الجانبين، بما في ذلك الروس الذين تم أسرهم خلال توغل أوكرانيا في منطقة كورسك. وتعد هذه الصفقة الثامنة من نوعها منذ بداية عام 2024، وترفع إجمالي عدد الأسرى الذين تم تبادلهم إلى 1994 أسيرًا، كما توسطت الإمارات العربية المتحدة في صفقات تبادل سابقة. ونشر الجانبان صورًا لجنود يسافرون للقاء الأصدقاء والعائلات، وعلق زيلينسكي قائلا: «شعبنا في وطننا». وفي مكان آخر، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن 19 طائرة دون طيار أوكرانية أسقطت فوق منطقتي كورسك وبيلغورود في البلاد، ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا. آثار ضرب العمق الروسي على كل من أوكرانيا ترى أن السماح بشن هجمات في عمق روسيا من شأنه أن يسرع من الردع. توفر الضربات بعيدة المدى تعزيزًا للدفاعات الجوية. روسيا تحذر من أن هذه الضربات تؤدي إلى المزيد من التصعيد بين روسيا والغرب. السماح للضربات بعيدة المدى يعني أن دول حلف شمال الأطلسي والولاياتالمتحدة والدول الأوروبية في حالة حرب مع روسيا.