استمرت المعارك في منطقة كورسك الروسية، حيث يتم نشر قوات أوكرانية منذ السادس من أغسطس في محاولة لتحويل التركيز العسكري للكرملين بعيدًا عن خط المواجهة في أوكرانيا، فيما واصلت روسيا هجومها على أوكرانيا حتى مع توغل القوات الأوكرانية في منطقة كورسك. وقالت هيئة الطوارئ الأوكرانية إن صاروخًا روسيا أشعل حريقًا في مدينة سومي أسفر عن إصابة شخصين وإلحاق أضرار بالسيارات والمباني المجاورة. وأضافت أن الصاروخ استخدم صاروخ كروز من طراز إسكندر-ك وقنبلة جوية. وردت القوات الجوية الأوكرانية أيضا إنها أسقطت 14 طائرة روسية بدون طيار خلال الليل، بما في ذلك فوق منطقة كييف. بلدة سوجا وأعلنت القوات الأوكرانية أنها سيطرت على بلدة سودجا، التي تقع على بعد 10 كيلومترات من الحدود. وتعد هذه البلدة التي بلغ عدد سكانها قبل الحرب نحو 5000 نسمة أكبر بلدة تسقط في أيدي القوات الأوكرانية منذ بدء التوغل. وقال ألكسندر كوتس، المراسل العسكري لصحيفة كومسومولسكايا برافدا المؤيدة للكرملين، إن الضغط الأوكراني في كورسك «لم يضعف بعد». وكتب على قناته على تطبيق «تيليجرام»: «في الأقسام الرئيسية من الجبهة الممزقة، استقر الوضع. لكن هناك مناطق يواصل العدو فيها محاولة توسيع رأس جسره». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن أوكرانيا دمرت جسرًا فوق نهر سيم في منطقة غلوشكوفسكي بصواريخ هيمارس الأمريكية الصنع، في أول استخدام لها في منطقة كورسك. ولم يتسن التأكد من تصريح زاخاروفا بشكل مستقل، بالرغم من أن معهد دراسة الحرب، وهو مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، قال إن اللقطات الجغرافية التي نُشرت في 16 أغسطس أظهرت أن الجسر انهار في أعقاب الضربة. تدمير الجسور وقال مدونون عسكريون روس إن تدمير الجسور من شأنه أن يعيق عمليات تسليم الإمدادات للقوات الروسية، لكنه لن يقطعها بشكل كامل. وشهدت روسيا غارات سابقة على أراضيها خلال الحرب، ولكن غزو كورسك كان ملحوظًا بسبب حجمه وسرعته، والتقارير عن مشاركة ألوية أوكرانية مخضرمة في المعارك وطول الوقت الذي بقيت فيه داخل روسيا. وفقًا للمحللين العسكريين الغربيين، يشارك ما يصل إلى 10 آلاف جندي أوكراني في العملية. وقال يان فورتسيف، وهو ناشط وعضو في حزب المعارضة المحلي يابلوكو،، إن التوغل، الذي تقول السلطات الروسية إنه أدى إلى إجلاء أكثر من 120 ألف مدني، كان بمثابة صدمة للكثيرين. وقال «لم يكن أحد يتوقع أن يكون هذا النوع من الصراع ممكنا في منطقة كورسك. ولهذا السبب هناك هذا الارتباك والذعر، لأن المواطنين يصلون (من مناطق الخطوط الأمامية) وهم خائفون للغاية». وقالت وزارة الطوارئ الروسية في مؤتمر صحفي إن نحو 10 آلاف نازح من منطقة كورسك، بينهم 3 آلاف طفل، يقيمون في 171 مركز إيواء مؤقت في جميع أنحاء البلاد. كما أسرت القوات الأوكرانية عددًا من الجنود الروس أثناء تحركها عبر المنطقة. مركز احتجاز وزارت وكالة AB مركز احتجاز في أوكرانيا، لا يمكن الكشف عن موقعه بسبب القيود الأمنية. وقد شوهد العشرات من أسرى الحرب، بعضهم يسيرون وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم بينما كان حارس يقودهم عبر ممر. وكان بعضهم يتناول حصصًا من الحساء الرقيق مع الملفوف والبصل. وشكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجنود والقادة الأوكرانيين على أسر أفراد من الجيش الروسي، وقال إن «صندوق التبادل» الذي ستستخدمه البلاد في التفاوض على عودة أسرى الحرب الأوكرانيين تم تجديده. وذكر في منشور على موقع X: «أشكر جميع جنودنا وقادتنا الذين أسروا عسكريين روس، مما يسهم في إطلاق سراح جنودنا والمدنيين المحتجزين لدى روسيا». عنصر المفاجأة وتشير التقارير إلى أن القوات الأوكرانية المشاركة في التوغل لم تُبلَّغ بمهمتها إلا قبل يوم واحد من بدئها. ويتناقض هذا التكتم بشكل حاد مع الهجوم المضاد الذي شنته كييف العام الماضي، عندما أعلنت صراحة عن هدفها الرئيسي المتمثل في قطع الممر البري إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمها الرئيس فلاديمير بوتن بشكل غير قانوني في عام 2014. وفشل هذا العمل العسكري حيث شقت القوات الأوكرانية طريقها بصعوبة عبر حقول الألغام الروسية وتعرضت لقصف مدفعي وطائرات بدون طيار. ولم تواجه القوات الأوكرانية أي عقبات من هذا القبيل أثناء دخولها منطقة كورسك. الرد ببطء واعتمدت القيادة العسكرية الروسية في البداية على الطائرات الحربية والمروحيات لمحاولة وقف الهجوم. وتم إسقاط مروحية روسية واحدة على الأقل وتضررت أخرى. وفي الوقت نفسه، بدأت موسكو في إرسال تعزيزات عسكرية، وهو ما نجح في إبطاء تقدم أوكرانيا، لكنه فشل في منع المناورات الأوكرانية عبر الغابات الشاسعة بشكل كامل. وفي إحدى حلقات البث الصوتي، قال المحلل العسكري مايكل كوفمان من مؤسسة كارنيغي: «يبدو أن أداء روسيا ضعيف للغاية عندما يتعين عليها الرد بشكل ديناميكي في موقف كهذا. إن أداء القوات الروسية أفضل بكثير عندما تعمل بدفاع جاهز، وخطوط ثابتة، وأكثر من ذلك في حرب المواقع». تأثير الهجوم الأوكراني على روسيا: - وتدمير الجسور من شأنه أن يعيق عمليات تسليم الإمدادات للقوات الروسية شكل غزو كورسك صدمة كبيرة لروسيا أفقدتها حماية حدود طويلة، مع المدافعين في أماكن أخرى سبب الارتباك والذعر للمواطنين في روسيا أسرت القوات الأوكرانية عددًا من الجنود الروس أثناء تحركها عبر المنطقة.