خلصت دراسة أجراها المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية إلى أن 73 % من الأسر الذين شملتهم الدراسة لديهم شكل من أشكال العبء الذي ينطوي عليه رعاية مريض. وشملت الدراسة 4302 أسرة من 11 منطقة إدارية بالمملكة، تتراوح أعمارهم بين 16-65 عاما، 27 % لديهم أفراد يعانون مشاكل صحية، من بينهم تم تشخيص 40 % بحالة صحية نفسية. وطرح المركز استفساره على الأسر المشاركة في الدراسة حول ماهية الأعباء التي يواجهونها عند التعامل مع أفراد الأسرة الذين يعانون مشاكل صحية جسدية ونفسية؟ ووجدت الإجابات وجود عبء شخصي يتمثل بالضيف النفسي والإحراج، وعبء موضوعي يتمثل في الوقت والمال، وتقديم الرعاية غير الرسمية مثل الحفاظ على الرفقة أو الغسل أو ارتداء الملابس وتناول الطعام أو إدارة المتطلبات مثل الأعمال الورقية والمنزلية والنقل والزيارات الطبية، والالتزام بنظام الأدوية أو تقديم الدعم العاطفي لأحد أفراد الأسرة. وكان عبء ضيق الوقت الأعلى في الدراسة، حيث بلغ61 %، يليه مشاعر الضيق ب34 %، والنسبة الأعلى منه كانت بين الذين يعتنون بمصابي ثنائي القطب، يليه الاكتئاب والقلق، وغيرها من الاضطرابات، بينما جاء العبء المالي بالمركز الثالث ب10 %، وأخيرا مشاعر الحرج ب8 %. وتؤكد نتائج الدراسة الحاجة الماسة لإعادة تقييم أنواع الدعم التي يتطلبها أفراد الأسرة، وتطوير وسائل الوصول إلى هذا الدعم إما بالمعنى الجسدي لواجبات الرعاية اليومية، أو من حيث دعم الصحة النفسية والعاطفية لمقدم الرعاية من خدمة الرعاية الصحية أو الرعاية الصحية المنزلية أو استخدام خيارات الدعم الافتراضية أو الدعم المالي، لتقليل أعباء الرعاية من أجل بناء القدرة على توفير الرعاية المطلوبة لأفراد أسرهم، وتحسين جودة الحياة للجميع، مما ينعكس على صحة ورفاهية المجتمع عامة.