(1) الاهتمام بالجسم وصحته وقوته، واجب حتمي على كل إنسان، وفرض يقرره الواقع والمنطق والعقل، فالقوة مطلب، والصحة لا يعدلها شيء، والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير. (2) ولكن أن تتمحور هموم الشباب، وتتجه «بوصلتهم»، وترتكز اهتماماتهم، وتتوالى جهودهم، وتفنى أوقاتهم، وتمضي حياتهم، نحو «الجيم»، وحجم «الباي»، بحثًا عن ضخامة الأطراف، والصدر المكتنز، وإعجاب الفتيات، دونما ذرة اهتمام بتغذية العقل، وتنمية الثقافة، وزيادة الوعي، وتطوير المعلومات، ونهر القراءة، وبحر الاطلاع، أمرٌ لا يليق بالشباب! (3) كمال الأجسام يجب أن يتزامن وكمال الثقافة، فالعلاقة طردية بين كمال الصحة، وكمال الثقافة، فتمام العافية، وارتفاع معدل اللياقة، فرصة للانكباب على العلم، والسير في سبل المعرفة، والصبر في مدارات الاطلاع. (4) ولا تكن في ضيق مما يروجون، من «استثقال» العلم، والعلماء، وانكباب الأجيال على القشور، وتلوثهم بالسطحية، والانبهار في الأشكال، والإشكال، فالجمع بين الحسنيين من سبل الحكماء، الأذكياء، والعقل السليم في الجسم السليم. (5) مخجل أن تصل إلى أعلى مستوى مثالي بدني، ولا تعرف شيئًا عن أركان الصلاة، أو فتح الأندلس، أو مساحة بلادك، أو المؤثرات على الناتج المحلي، أو بدايات المد الشيوعي في الشرق الأوسط، أو أساليب التربية أو- حتى- هداف أمم أوروبا أو كاتب أغنية «المعازيم»! مخجل جدًا: أن تتخبط في الحياة بلا رأي ولا رؤية ولا راية. (6) العظمة ليست في «العضلة»! العظمة في العقل والتفكير والمعلومات والآراء، ووجهات النظر، والفكر، والموهبة، والتميز. (7) أعتذر منك سيدي، ومن حجم «الباي»، دعك من مقالات «الكسالى»، واهتم بجسمك، وعضلاتك، ولكن لا تنس نصيبك من «المعرفة»، واعتدل، حتى تجمع بين كمال الأجسام، و«كمال التومي».. هل - حقًا - تجهل البروفيسور كمال يوسف التومي؟!