لم يكن يدر في خلد المذيع الشاب محمد الرديني أن القنوات السعودية الأرضية - التي لا يوجد غيرها في منزل عائلته - ستستقطبه ليصبح مذيعا لأطول برنامج حواري مباشر يبث على شاشاتها. حيث يقول: "كان يوما مفرحا بالنسبة لي فالشاشة التي أتابعها باستمرار وحفظتها عن ظهر قلب أصبحت أحد مذيعيها". مضيفاً: "كان الموقف مدهشا فبدأت قبل أن أعرف طبيعة البرنامج أو مدته, توقعت أن ينتهي البرنامج بعد الساعة الأولى ومضت الدقائق وإذا بالمخرج يطلب مني التوقف بعد نهاية الساعة الرابعة!". يروي محمد الرديني ل"الوطن" قصة ولعه بالإعلام منذ نعومة أظفاره، بالقول: "كنت شغوفا بالإذاعة المدرسية منذ المرحلة الابتدائية، وفي المرحلة الثانوية اختارتني مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين "موهبة" لدورة تقنية في اليابان, ومن ثم قمت باختراع جهاز "الهاتف العجيب" الذي من خلاله كان التماس الأول لي مع الإعلام". وعن خلفيات هذا التماس يواصل الرديني الحديث: "حزت عبر هذا الجهاز على المركز الثاني في مسابقة للابتكارات العلمية أقيمت ضمن النشاط العلمي لوزارة التربية والتعليم وكنت أمثل إدارة تعليم الرياض, إلا أن المفاجأة تمثلت في فقدان الجهاز بعد المسابقة ورفضهم تعويضي عن قيمة أدواته, لجأت لإحدى الصحف لنشر قضيتي ليأتيني اللوم من قبل مسؤولي إدارة التربية والتعليم على توجهي للإعلام, حيث فتح أحد مسؤولي الأنشطة بالوزارة محفظته الشخصية ليمد لي 2000 ريال كتعويض عن قيمة جهازي مما زاد من الإحباط والذهول لدي!" قناتا الغالية والاقتصادية أما عن بداية التحاقه بالعمل التلفزيوني فقال الرديني: "كان ذلك بالمصادفة حيث عرض علي أحد منسوبي قناة "الغالية" الانضمام للقناة وبالفعل التحقت بها على أمل أن ينطلق بثها إلا أن المشروع وئد في مهده، ومازالت لي حقوق راتب 3 أشهر في ذمة القناة لم أتسلمها حتى الساعة". وكانت تجربة الرديني الحقيقية عبر قناة الاقتصادية التي أعد وقدم من خلالها العديد من البرامج، وعن تلك الفترة يضيف "كانت فترة ممتعة وثرية حيث مارست من خلالها الإعداد والتقديم لعدد من البرامج من ضمنها: "أول ساعة" و"ليالي رمضان"، وغيرها مما صقل موهبتي، وكان ذلك أثناء فترة إشراف الأستاذ جاسر الجاسر على القناة". روتانا خليجية.. نقطة التحول كان ظهوره عبر قناة روتانا خليجية خلال أيام عيد الفطر الماضي نقطة التحول في حياته الإعلامية كما يقول الرديني. "كان اتصال المذيع المعروف علي العلياني بي لمشاركته تغطية الفعاليات التي تقيمها أمانة منطقة الرياض خلال عيد الفطر الماضي فرصة لا تعوض, وافقت على الفور". ويصف الرديني ردة فعل الجمهور على الأيام الثلاثة التي ظهر من خلالها على شاشة روتانا خليجية بأنها "ردود فعل واسعة, شعرت وكأنني أظهر على شاشة التلفزيون للمرة الأولى, اتصالات كثيرة جاءتني بعد أيام العيد الثلاثة التي أحدثت انقلابا في مسيرتي القصيرة مع الإعلام والتلفزيون تحديدا ليأتي التفاعل سريعا بمكالمة من القائمين على برنامج "صباح السعودية" في القناة الأولى الذي كان يعد العدة للانطلاق لأوقع معهم كمذيع متفرغ للبرنامج". "صباح السعودية" ..وانطلاقه جديدة لم يحلم الرديني بأن يصبح مذيعا للتلفزيون الذي لم يعرف منزله غيره والحديث هنا عن التلفزيون السعودي بقنواته الأرضية الثلاث "الأولى والثانية والرياضية"، حيث لم يعرف "الستالايت" طريقا إلى منزل عائلته وهو الشيء الذي لم يعترض عليه محمد. مبرراً ذلك بالقول إن "والدي أراد أن يتيح لنا الوقت لبناء شخصياتنا مما أدى إلى نجاح مسيرتنا الدراسية وظهور مهندسين وأطباء في العائلة, حيث كانت القنوات السعودية الأرضية رفيقة الدرب للعائلة طوال السنين الماضية وحتى الساعة, حفظت كل برامج القناة الأولى ومذيعيها وأوقات بثها"، وعن الظهور الأول له في البرنامج يقول "كان اليوم الأول عبر البرنامج مربكا, لم أكن أعرف طبيعة البرنامج ولا مدته, دخلت أستوديو التصوير وتوقعت النهاية بعد انقضاء الساعة الأولى من البرنامج لأفاجأ بالمخرج يطلب مني إنهاء الحلقة بعد انتهاء الساعة الرابعة منه". تصيد الأخطاء.. وموسوعة جينيس الرديني الذي أصبح أحد معالم البرنامج بعد عشرة أشهر من انطلاقته أبدى عتبه الكبير على مذيعي التلفزيون القدامى الذين وصفهم ب "متصيدي" الأخطاء عليه وتمنى أن يستوقفه أحدهم ليبدي له ملاحظه أو يقدم له نصيحة انطلاقا من خبرتهم العريضة في التلفزيون. وأضاف "لم أحبط من موقفهم تجاهي, أعلم أنهم ينتظرون أخطائي ويتصيدونها, ربما شعروا أنني أخذت مكانهم في البرامج الصباحية التي كانوا يقدمونها ولكن مازلت أتمنى أن نتجاوز هذه النظرة الضيقة فنحن في النهاية نمثل القناة الأولى السعودية". وعن الإنجاز الذي حققه بكونه أصغر مذيع تلفزيوني يقدم أطول برنامج حواري مباشر قال الرديني "أثناء حضوري مهرجان الإذاعة والتلفزيون الحادي عشر الذي أقيم في فبراير الماضي سألتني إحدى مذيعات التلفزيون البحريني عن عمري فأجبتها بأنني لم أتجاوز الخامسة والعشرين, أتاني اتصال بعد ذلك من مدير مكتب موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية ليبلغني بأنه بإمكاني توثيق رقم قياسي جديد باعتبار أنني أصغر مذيع، وصاحب أطول برنامج تلفزيوني حواري مباشر، إلا أن رسوم التسجيل التي تتجاوز 15 ألف دولار أعاقت توثيق هذا الإنجاز".