قال الشاعر والأديب اليمني الدكتور عبدالعزيز المقالح إن الأحداث السياسية التي شهدتها اليمن في الفترة الأخيرة، غيبت المشهد الثقافي اليمني، وأثرت بصورة مباشرة في إنتاج أدباء اليمن. وأشار في حديث خص به "الوطن" إلى أهمية معرض الكتاب الدولي في دورته ال28، كونه يأتي بعد توقف دورته السابقة بسبب الأوضاع التي شهدتها اليمن أخيرا. وتمنى المقالح تواصل واستمرار دوراته بانتظام، مؤكدا خصوصية إقامة المعرض لهذا العام الذي يمثل حسب قوله عيدين، العيد ال50 للثورة اليمنية وعيد المعرفة، لافتا إلى أن الشعب اليمني بحاجة إلى حوار مع نفسه للسير نحو التغيير الصحيح ومعرفة أنفسنا والنهج نحو الأمن والاستقرار. ولفت إلى أن عودة المعرض بعد انقطاع قصير يعطي نوعا من الأمل والتفاؤل بأن مستقبلا مشرقا سوف يعم هذا البلد الذي عانى كثيرا، قائلا "نتمنى أن يتجاوز اليمن هذه المعاناة ويبدأ حياة المحبة والوئام والوحدة والأخوة". وأكد أن الكتاب في ظل الطفرة الإلكترونية سيظل وسيلة المعرفة الأولى، وستظل هذه الوسائل مساعدة للكتاب؛ لأننا في الجامعة لا نعترف إلا بالكتاب وهذه الوسائل تعتمد على الكتاب؛ فالكتاب وسيلة معرفة أساسية لا يمكن أن تختفي ولا يمكن أن نقلل من أهميتها. من جهة أخرى، ألقت الأحداث الأخيرة التي شهدتها اليمن بظلاها على معرض صنعاء الدولي ال28 للكتاب، كان أولها أن هذه الدورة من المعرض كان المقرر لها أن تفتتح العام المنصرم، وثانيها طغيان العناوين السياسية على ندواته النقاشية. واستهل المعرض أمس بندوة مفتوحة عن ثورة 26 سبتمبر، أدارها عبدالغني الإرياني، وستتلوها أربع ندوات تم توزيعها على أيام المعرض تصب في نفس الاتجاه. ويتميز معرض هذا العام بالموقع الجديد في التحرير وهو الموقع الذي وصفه المنظمون بعبارة "في قلب صنعاء"، وهي العبارة التي تسمعها عند سؤال أحد القائمين على المعرض عن سبب اختيار نادي ضباط القوات المسلحة مقرا لتنظيم المعرض هذا العام، وهو الذي كان ينظم في قاعة أكسبو للمعارض، التي تعرضت للنهب والسرقة مع اشتعال الثورة اليمنية، ولم ترد كلمة الهاجس الأمني كسبب لاختيار نادي الضباط صريحة أو ضمنا في الردود، رغم أنها قد تكون أحد الأسباب. "الوطن" جالت في أروقة المعرض في يومه الثاني ووجدت انقساما ما بين مؤيد للموقع الجديد ومعارض، فقد نصب المنظمون خياما في ساحات النادي أعطيت للعارضين وتكلف الخيمة الواحدة حوالي 100 ألف ريال يمني في اليوم حسب قول أحد المنظمين. وأجمع أغلب العارضين على أن تجمعهم تحت سقف واحد كما كان سابقا بدلا من تفرقهم في خيام هو الأفضل لهم، مؤكدين أن الزائر سيختلط عليه الأمر وقد لا يمر بكافة خيام العارضين. وكان التساؤل الأكثر للزائرين للمعرض هو غياب دور النشر وكبرى المكتبات السعودية عن المشاركة، في الوقت الذي كانت هناك مشاركات من دول أبعد جغرافيا كدول المغرب الغربي رغم أن الكتب السعودية حضرت وبقوة عبر وكلاء محليين. الغياب السعودي من قبل القطاع الخاص جعل المشاركة على حد وصف أحد مسؤولي المعرض "ناقصة" كونها اقتصرت على الجانب الرسمي، بمشاركات لمطبوعات تمثل جهات حكومية أو شبه حكومية جاء بها جهد الملحقية الثقافية السعودية في صنعاء. "الوطن" حملت بدورها تساؤل غياب دور النشر والمكتبات السعودية للملحق الثقافي السعودي في صنعاء الدكتور علي الصميلي، فقال "نحن كملحقية مدعوون مثل غيرنا وحرصنا على مشاركة دور النشر والمكتبات الكبرى في المملكة في هذا المعرض، ولكنهم تحججوا بتكاليف الشحن بل ومطالبة بعضهم للملحقية بتحمل هذه التكاليف ليتسنى لهم المشاركة في المعرض، وهو طلب مستغرب حسب وصفه - مؤكدا أنه تم توجيه الدعوة لحضور ستة من رؤساء الأندية الأدبية في المملكة، حضر منهم رئيس نادي نجران الأدبي سعيد آل مرضمة. وفي ذات الشأن، قال المشرف على ركن دار المقطم المصرية: لا يمكن أن تكون تكاليف الشحن عائقا لإخواننا في دور النشر والمكتبات السعودية، ولم نعمل نحن حسابا لهذه الكلفة ونحضر كل عام، وبالعكس هم يشحنون عن طريق البر من منافذ برية ونحن جوا أو بحرا ثم تنقل إلى صنعاء برا، مضيفا "نحن نكسب ماديا من هذا المعرض وإلا لما حضرنا".