يحرص المبتعثون السعوديون في الخارج على خوض غمار تجارب جديدة، واكتساب خبرات إضافية بجانب التحصيل العلمي، وفي كندا، توفر الملحقية الثقافية فرصة للراغبين في الالتحاق بتجربة العمل التطوعي، التي تكشف جوانب إنسانية عديدة يتمتع بها الطلبة المغتربون. وعبر بوابة الموقع الإلكتروني "المتطوعون السعوديون في كندا"، يمكن للراغبين اختيار جمعية أو منشأة خيرية توفر فرصاً للعمل التطوعي، حيث يعرف الموقع عن نفسه بأنه مشروع تشرف عليه الملحقية الثقافية السعودية بكندا لتشجيع ورعاية ثقافة العمل التطوعي لدى المبتعث السعودي، وتحفيزه على مشاركة هيئات ومؤسسات المجتمع الكندي المعنية بخدمة المجتمع. ويشير الموقع إلى أن الهدف من إنشائه هو تشارك المبتعثين خبراتهم في العمل التطوعي في المؤسسات والهيئات التطوعية الكندية والمعنية بخدمة المجتمع، كما يمكن للمتطوعين تسجيل ساعات أعمالهم التطوعية واعتمادها من الملحقية الثقافية. ويوفر الموقع لراغبي الخوض في تجربة التطوع قوائم بالجمعيات والمنظمات التي توفر فرص أعمال تطوعية، فيما تقوم لجنة مختصة بإضافة واعتماد تلك المواقع إلى قائمة الأعمال المعتمدة لدى الملحقية الثقافية بكندا. ويستفيد المتطوعون من تسجيل الساعات لدى الملحقية بالحصول على شهادات مصدقة من الملحقية، وفرص الفوز بالعديد من المكافآت التشجيعية التي ستوفرها الملحقية الثقافية للمتطوعين المتميزين ضمن برنامج أفد واستفد. ويتطلب تسجيل الساعات القيام بخطوات، تبدأ باختيار إحدى المنظمات المعتمدة من الملحقية للأعمال التطوعية، مع مراعاة توافقها مع القواعد المنظمة للأعمال التطوعية المعتمدة، كما يتاح للطالب اختيار منظمة غير مدرجة في حال اعتقاده بأنها متوافقة مع قواعد الملحقية التنظيمية عبر تعبئة نموذج "إضافة منظمة تطوعية" بكندا، ويتبع ذلك إنشاء حساب خاص من خلال الموقع، وعند إتمام العمل التطوعي، يعبئ الطالب نموذج طلب اعتماد ساعات تطوعية مع إرفاق إثبات الانتهاء من الساعات المطلوبة، وستصل لاحقاً شهادة مصدقة من الملحقية الثقافية بالساعات التي تم إنجازها. ويروي الطالب المتخصص في الهندسة البيئية في مرحلة الماجستير بجامعة دالهاوسي، عادل الغامدي تجربته من خلال الموقع قائلاً "المتأمل في تنوع مؤسسات وأنشطة العمل التطوعي في العالم الغربي عموما وفي المجتمع الكندي خصوصاً، يرى حقيقة وأهمية العمل التطوعي كثقافة سائدة بين أفراد المجتمع الغربي، وسراً من أسرار النهوض بمستويات الحياة والمعيشة، وحافزاً أساسياً لتحريك عجلة التنمية على جميع مستوياتها الاقتصادية والسياسية والثقافية، وكنوع من المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع الذي نعيش فيه، ونتفاعل معه لضمان حياة كريمة مبدؤها التكافل الاجتماعي". ويوضح الغامدي "أهمية عمل الفرد من أجل الجماعة، وعمل الجماعة من أجل الفرد، حيث يوفر العمل التطوعي فرصاً جيدة من التعليم، والتدريب والمشاركة الفاعلة في عدة مجالات علمية واجتماعية بمجرد الانخراط في مؤسساته الحكومية والأهلية، ومنها على سبيل المثال الجمعيات والمنظمات المعنية بالصحة والبيئة والكوارث الطبيعية والاهتمام بالأطفال والفقراء والمرضى وغيرها، التي لعبت دورا هاما في الرقي بمستوى الكثير من المجتمعات والفئات كونها عملاً خالياً من الربح المادي".