؟ عبارة قرأتها منذ سنوات عنوانا لأحد المقالات، ولم أقرأ المقال لأعرف ماذا كان يقصد بها الكاتب من وجهة نظره. استوقفتني العبارة وكنت أتذكرها عند حدوث موقف أشعر فيه بخيبة الأمل وقلة الحيلة. أعود بعدها وأسأل: هل من الصعب أو المستحيل تحقيق ذلك؟ وماهو المقصود بالسلام؟ هل هو السلام من منغصات الحياة أم من المجتمع أم من العمل، أم من النفس أم من ماذا؟ كل تلك الأسئلة وغيرها كانت تدور في ذهني ولا أستطيع ان أشير الى أحدها! أو أقول هو ذلك بالفعل أو ليس ذاك. العيش بسلام مطلب كل انسان حتى وإن بدا لك غير ذلك، ولكن في نهاية الأمروالمطاف والحياة سوف يكون مطلبه بكل تأكيد. العيش بسلام ليس سهلا في وسط هذه الحياة المتقلبة والمليئة بالتحديات والصعوبات والمنغصات والمكدرات ،ولكن في الوقت نفسه ليس مستحيلا لأنه في المقابل هناك حياة فيها سعادة وسرور، إذا كان هناك قناعة ورضا تام بقضاء الله وقدره، لأن ذلك سوف يكون صمام الأمان لك ومفتاحك الحقيقي لباب السلام، وبالتالي سوف تشعر بالراحة والطمأنينة والسلام أيضا. هي الحياة الدنيا، سعادة وشقاء، فرح وحزن، انجاز واخفاق، نجاح وفشل. إذا هي خليط من كل ذلك ولابد من الرضا والقناعة - كما قلت انفا - والأيمان التام بقضاء الله سبحانه وقدره وقدرته بتغيير الحال الى أحسن حال. عندها فقط سوف تشعر بالسلام، وتعيش بعدها بهدوء وراحة وطمأنينة. المسلم المؤمن ينبغي له أن يشعر بالسعادة والسلام دائما، فهو محاط بأقدار الله تعالى وتوفيقه، ومن جعل الله سبحانه وتعالى نصب عينيه وتذكره في كل عمل يقوم به أو يفكر فيه فهو بلا شك سوف يكون في عناية الله وحفظه ورعايته، كذلك الحزن لابد أن يطرده من أفكاره ولايعيش في فضائه ومحيطه. ترك الحزن وطرده من أفكارنا والابتعاد عنه هو أمر من الله تعالى لكل مسلم مؤمن بعدم الحزن على ما أصابه في هذه الحياة الدنيا، يقول سبحانه تعالى ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾ [آل عمران: 139] ،لأن الأنسان إذا أصابه الحزن على ما مضى يبقى مذعورا قلقا ولايجيد ويحسن التصرف، وهذا الحزن لا يفيده بشيء أبدا بل يبقى عائقا أمامه في طريق حياته ومسيرته، وهذا مجرب مؤكد. ندعو الله عز وجل أن يغيثنا من فضله بالفرح والسعادة وأن يبعد عنا الحزن والشقاء وأن نعيش بسلام كما نتمنى.