ارتباط الانضباط بالعقاب وتأكيد الوعيد لمن يغيب يعزز بقاء الظاهرة دون تغيير في الغالب، ومع استمرار البحث عن حل وعلاج تختفي به المشكلة أو تضمحل تأتي الحاجة لتغيير أسلوب تعاملنا معها، فلماذا لا نغير النظرة ونعيد التفكير بالمقلوب، بدلا من أن يكون التركيز واللوم على الطالب وولي أمره، وتذكيرهما دومًا بمراحل المعالجة من حسم للدرجات، وتارة بنقل الطالب لمدرسة أخرى، وأخيرًا تحويل الطالب لنظام الانتساب ليكمل تعليمه من المنزل. اليوم أتوجه للمدرسة بعدة أسئلة لتثير الجانب الآخر من المشكلة، والذي يتحمل إخفاق الحلول السابقة، وهذه الأسئلة هي: هل المعلمون على قلب رجل واحد وكلمة واحدة ضمن اتجاه الوزارة وحرصها على الانضباط؟ هل هناك رسائل ضمنية، وأخرى صريحة تشجع على الغياب؟ وهل مدير المدرسة لديه الحرص المتوافق مع التعاميم والأنظمة واللوائح؟ ثم أسئلة تتعلق بالمعالجة: هل اجتمع المدير بمنسوبي المدرسة لطرح حلول ابتكارية إبداعية؟ وهم بعون الله يمتلكون طرح الحلول لما لديهم من خبرات. ومن ضمن الحلول تفعيل الحضور من الطلاب في الأيام التي يكثر فيها الغياب، وألا يعاقب من يحضر، وتكون المدرسة شبه خالية بالجلوس دون فائدة يتلقاها، تكون المدرسة مستعدة بخطة لاستثمار أوقات الطلاب الحاضرون مهما كان عددهم، بعرض أفلام وثائقية عن الوطن وعن المشروعات، وعن الخدمات، وعن السياحة والرياضة والتثقيف الصحي، وكل الوزارات لديها مادة بالإمكان الاستفادة منها، بعد ذلك يقام نشاط رياضي متنوع، ويقام أيضًا برنامج يعزز مهارات الطلاب في الخط العربي، وآخر يثري حصيلتهم في اللغة الإنجليزية، مع استمرار اليوم الدراسي بانتظام الحصص، فيكون يومًا متنوعًا متجددًا جذابُا. أعرف مدير مدرسة أرسل تسجيلاً مرئيًا بصوته قبل يوم واحد من استئناف الدراسة بعد عيد الفطر، يرحب بعودة الطلاب، ويحثهم على الحضور والمشاركة في يوم تحتفل فيه المدرسة بالعيد، فكانت النتيجة ناجحة بحضور الطلاب وتفاعلهم الممتع مع أول يوم دراسي، وفي الوقت نفسه كانت مدارس تحقق أدنى معدل في الحضور وأعلى رقم في الغياب. بتركيزنا على التعزيز والاستثمار للأوقات، وجعل المدرسة جذابة نحقق -بعون الله- الكثير.