تُعتبر المدينةالمنورة واحدة من أهم المدن المقدسة في الإسلام، حيث يعتبر المسجدُ النبوي الشريف المكان الذي استقبل فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم الهجرة، ويُعتبر مكان الدفن النبوي الشريف أيضًا مقصدًا دينيًا مهمًا للمسلمين من جميع أنحاء العالم. وعرفت المدينةالمنورة بأسماءٍ مختلفة قبل الإسلام وبعده، فقبل الأسلام كانت «يثرب» هذا هو الاسم الأكثر شيوعًا للمدينة قبل الإسلام، وبعد الإسلام المدينةالمنورة أضيف لقب «المنورة» إلى اسم المدينة، ومن أبرز هذه الأسماء: ( المدينة، طيبة، طابة، المسكينة، العذراء، المحبة، المحببة، القدسية، العاصمة، المرزوقة، الحيرة، المحبوبة، المحرومة، جابرة، المختارة، المحرمة القاصمة)، وجدير بالذكر إنَّ أغلب الأسماء العاطفية التي تنبع عن عاطفة الأخوة أطلقها المهاجرون بعد موقف المدينة واستقبالهم للمهاجرين مع رسول الله واحتوائهم لهم. وكان من أبرز القبائل اليهودية التي سكنت المدينة: بنو قينقاع وبنو قريظة وبنو النضير، وفي وقت لاحق وعلى إثر انهيار سد مأرب في اليمن، وصلت عدة قبائل عربية كان منها قبيلتا الأوس والخزرج اللتان استقرتا فيها مع وجود اليهود، حيث تحالف الطرفان واتفقوا على التعاون لحماية المدينة من الغزو الخارجي، والتزموا بذلك مدة من الزمن ازداد خلالها عدد الأوس والخزرج ونمت ثرواتهم، والأنصار هم صحابةٌ من أهل يثرب (المدينةالمنورة) آمنوا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ونصروه وناصروا المهاجرين بعد هجرتهم من مكة. ينتمون إلى قبيلتي الأوس والخزرج، وقد سُمّوا «أنصارًا» لنصرتهم للإسلام والمسلمين، ويعدّ الأنصار من أفضل الأمة بعد الأنبياء والرسل، وقد أثنى عليهم الله تعالى في القرآن الكريم، فقال: «الذين آووا ونصروا أولئك هم الأنصار» (سورة الأنفال: 72)، حيث لعب الأنصار دورًا هامًا في نشر الإسلام وتأسيس الدولة الإسلامية، فقد ساعدوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم في بناء المجتمع الإسلامي، وشاركوا في العديد من المعارك للدفاع عن الإسلام، وكان لهم فضلٌ كبيرٌ في انتصارات المسلمين. كما أن تاريخ المدينةالمنورة يعود إلى العصور الإسلامية الأولى، وقد شهدت المدينة العديد من الأحداث الهامة التي ترتبط بتاريخ الإسلام، حيث تتميز المدينة بثقافتها الإسلامية العريقة والتي تعكس تأثير الإسلام على نمط الحياة والعادات والتقاليد، كما تضم المدينةالمنورة العديد من الأماكن السياحية التي تعكس تاريخها وثقافتها، بما في ذلك مسجد النبوي الشريف، ومكان المدفن النبوي الشريف، وغيرها من المعالم الدينية والتاريخية المهمة. وتُعتبر المدينةالمنورة رمزًا للسلام والتسامح والوئام ،كما أن زيارة المدينة وأداء العمرة بمكةالمكرمة من أهم الشعائر الدينية التي يقوم بها المسلمون. ومن جهة أخرى تتميز المدينةالمنورة بطبيعتها الخلابة وجوها اللطيف طوال العام، مما يجعلها وجهة سياحية مثالية للزوار الذين يرغبون في الاستمتاع بالهدوء والطبيعة الخلابة. لذلك تُعتبر المدينةالمنورة مدينةً دينيةً وثقافيةً مهمة، تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم لزيارة معالمها التاريخية وتجربة السلام والروحانية التي تملأ أرجائه،والمدينةالمنورة هي ثاني أقدس مدينة في الإسلام بعد مكةالمكرمة. ومن المعالم الدينية التي تتميز بها المدينة المسجد النبوي الشريف أبرز معلم في المدينةالمنورة، حيث يقام به الصلوات وخطبة الجمعة ويقام به عدد من الشعائر الدينية ويزوره المسلمون من جميع أنحاء العالم، كما تضم المدينة مقامات ومعالم دينية أخرى تعكس التراث الإسلامي، مثل مسجد قباء أوّلَ مكانٍ نزل فيهِ النبيّ صلى الله عليه وسلم بعد هجرتهِ من مكّة إلى المدينة، كما تمّت كتابةُ صحيفةِ المدينة، وهي أوّل دستورٍ مكتوبٍ في الإسلام، في مسجدِ قباء، ومقبرة البقيع التي تضمّ رفات العديد من الصحابة والتابعين. وجبلٌ أحد شهد معركة أحد بين المسلمين والمشركين. ووفقًا لتصريحات أمين منطقة المدينةالمنورة والرئيس التنفيذي لهيئة تطوير منطقة المدينةالمنورة، المهندس فهد بن محمد البليهشي، خلال جلسة حوارية في مؤتمر و معرض خدمات الحج والعمرة بلغ عدد الزائرين للمدينة المنورة لعام 2023 (13 مليون زائر) ووصل عدد زوار المدينةالمنورة خلال الربع الأول من عام 2024 إلى 40 مليون زائر، بواقع 444 ألف زائر يوميًا، وفقًا لإحصائية وكالة شؤون المسجد النبوي. ويدل ذلك على أن زيارة المدينةالمنورة تمنح الزائرين فرصة للتأمل والانغماس في الروحانية والسكينة حيث يعبر الزوار عن الشعور بالسلام والتأمل أثناء اكتساب الفوائد الروحية من زيارة المدينة. وبالرغم من الحفاظ على تراثها الديني والثقافي، فإن المدينةالمنورة شهدت تطورًا حضاريًا وتنمية في البنية التحتية، مما أدى إلى تحسين وتوسيع الخدمات المتاحة للسكان والزوار، والعديد من المشاريع ومن ضمنها واجهة قباء وهي عبارة عن مشروع تنموي ضخم يقع في المدينةالمنورة بالمملكة العربية السعودية، ويُعدّ من أبرز المشاريع السياحية والثقافية في المنطقة. وتتسم المدينةالمنورة بروح التسامح والتعايش بين الثقافات المختلفة حيث يتعايش فيها الناس ويعيشون معًا في جو من الاحترام والتعاون.