رغم التطور العمراني الذي تشهده المملكة في كافة المجالات الخدمية، إلا أن سكان الرياض ما زالوا يعانون من قلة جسور المشاة في الشوارع العامة، خصوصاً أمام الأسواق والمجمعات التجارية وغيرها من المرافق الحيوية التي تجدها لا تخلو من الناس، مما يزيد من معاناة الأهالي للوصول إلى تلك المواقع في أغلب الأوقات. رصدت "الوطن" خلال جولتها الميدانية على بعض المرافق الحيوية التي تنتشر بين جنوب، وغرب،وشرق، وشمال الرياض استياءً واضحاً لدى العديد من الذين التقتهم الصحيفة بسبب قلة المواقف وانعدام جسر المشاة الذي يخدم أكبر شريحة من الناس على حد تعبيرهم، ويقلل من الازدحمات والحوادث، ويشير زياد المطيري إلى أهمية وجود جسور مشاة بين المرافق الحيوية والمراكز والمجمعات التجارية لأنها مهمة جدا في وقت تشهد في الطرق والشوارع ازدحامات كبيرة إلى جانب الحوادث التي تتكرر بشكل دوري بسبب عبور المشاة، وقال "للأسف لا نجد تطويرا أو إنشاءً لمثل هذه الجسور وإن وجدت فهي تعد على الأنامل". واستشهد بموقف حدث معه قبل فتره حينما هَمّ بقطع الشارع وانتظر نحو خمس إلى عشر دقائق حتى يستطيع عبور الشارع ولكن لا جدوى، وقال لا يوجد تنظيم واضح لهذا الأمر الذي أصبح يؤرق الكثير سواء الأسر والأطفال والشباب، مبينا أن النساء والأطفال يحتاجون لمثل هذه الجسور، خصوصا ذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن. واتفق معه متعب الرسي وزاد أن جسور المشاة مهمة، خصوصا في الوقت الحالي في ظل كثرة السيارات وقلة المواقف واتساع الشوارع، مؤكدا أن الجسر سوف يحد من الازدحامات الحاصلة، مضيفا أن هناك جسورا للمشاة على قلتها ولكن الصيانة والنظافة شبه مفقودة وهذا ما يزيد الأمر سوءاً، داعياً الجهات المعنية إلى معالجة هذا الوضع وإنشاء المزيد من الجسور التي تحتاجها بعض الأحياء والشوارع الحيوية، ووضع مشرفين على تلك الجسور للاهتمام بصيانتها. وأبرز رائد السعودي رأياً مختلفاً حين قال إن جسور المشاة أصبحت مستودعاً ووكرا لكثير من المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل من العمالة السائبه حيث تجد في بعض الجسور، خصوصا في جنوبالرياض وبالتحديد البطحاء استغلال تلك الجسور من خلال بيع الشرائح والأسطوانات المشبوهة وغيرها من البضائع لتمريرها للناس بطرق مشبوهة، بالإضافة إلى استخدام بعض تلك الجسور لممارسة هواية التسول من أجل استعطاف المارين من خلاله وهذه من سلبيات جسور المشاة في ظل غياب الرقابة عنهم. وأشار السعودي إلى وجود مشكلة تتمثل في صعوبة استخدام تلك الجسور، خصوصا من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ترهقهم وتسبب لهم مشكلة، موضحا أن تلك الجسور مهمة وتبين مدى التطور الذي وصلت إليه المملكة وتعكس الصورة الحضارية لدى المواطنين والسائحين، داعياً إلى مراعاة عدة نقاط عند إنشاء تلك الجسور تشمل مراقبة ومتابعة تلك الجسور أول بأول من أجل وضع حد لبعض الشباب الذين قد يتحرشون بالأسر، خصوصا في الأماكن التي تتواجد أمام المجمعات التجارية والأسواق، إضافة إلى تزويد الجسور بمصاعد لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن.