تشهد الساحات المخصصة للباعة من الجنسين، بضاحية عنيزة لمزادات الإبل، حركة تجارية لا تهدأ من بداية صباح كل يوم حتى أوقات المساء، وتشتد حركة التسوق وقت العصر مع توافد الزوار للتعرف على الفعاليات المتنوعة من الفنون الشعبية والشعر والمعارض المشاركة أو حتى التقاط الصور لنوادر الإبل في الأحواش المخصصة، أو تلك التي تُعرض في جادة «السيدة» للإبل بمختلف فئاتها. ونجح المنظمون في خلق فرص ومصادر للرزق لأكثر من 80 مشاركا ما بين أسر منتجة وأركان مخصصة لبيع المواد التموينية، كذلك من يبيعون الكراسي والجلسات ومستلزمات الإبل وأدوات ومعامل الخروج للبر، حيث يُفضّل البعض التنزه والجلوس أعلى التلال الرملية المُطلة على الضاحية. مع تخصيص مواقع لهم وإطلاق اسم «ساحة صنع بحب» وصفا لمشاركتهم، تشجيعا ودعما للأيادي السعودية واحتفاءً بالصناعات السعودية خاصة الحرفية منها كغزل الصوف وحياكته وبعض المهن التراثية التي عرفها الآباء، استطاع المزاد إبراز ثقافة الأمس ليس على مستوى الإبل واقترانها بالماضي، بل ركّز على سبل العيش والحياة الاجتماعية بشكل عام. كما أصبح مخيم بلدية محافظة عنيزة مقصدا للضيوف والزوار بشكل عام، فاختارت البلدية إقامته من بيت الشعر القديم ليتخيّل الضيف حياة الصحراء، فقد كانت هذه البيوت ببساطتها سكنا وملاذا للمحتاج ومجلسا، وكيف قاوم الأجداد صعوبة العيش وقطع الصحاري والقفار على ظهور المطايا، وتُقدّم البلدية واجب الضيافة من القهوة العربية مع قرص الكليجا، وهو أحد الصناعات القصيمية التقليدية التي تُحضّر بنكهات مختلفة اعتزازا بثقافة المنطقة في الأكل.