هو مصطلح يستخدم لوصف العوامل السلبية أو العقبات التي تؤثر على جودة التعليم وتعطيل عملية التعلم. ويتنوع تعريف جراثيم التعليم وفقًا للمصادر والمفهوم الذي يتم تطبيقه. وظهر هذا المفهوم في التعليم الفنلندي، والذي يعد نظام التعليم فيه نموذجًا يحتذى به في مجال التعليم، وقد حقق نتائج مذهلة في الاختبارات الدولية مثل تقرير بيزا (PISA). حيث حدد مجموعة من الجراثيم التعليمية التي يجب التخلص منها، ويمكن تلخيص الجراثيم التعليمية التي تخلصت منها فنلندا على النحو التالي: تكثيف المواد الدراسية، كثرة الاختبارات والواجبات، إطالة أوقات الدوام، الدراسة المنزلية والدروس الخصوصية، النظام الهرمي للتعليم القائم على التنافس. واتخذت فنلندا للنهوض بالتعليم العديد من الإجراءات ومن بينها: تحسين المناهج الدراسية وتطويرها لتناسب احتياجات الطلاب والمجتمع. وتحسين طرق التدريس وتوفير بيئة تعليمية محفزة للطلاب، وتوفير الدعم اللازم للمعلمين وتحسين مستواهم التعليمي والتدريبي، وتقليل عدد الاختبارات والواجبات والتركيز على تقييم الطلاب بشكل شامل ومتكامل، وتوفير التعليم المجاني والمتاح للجميع، بما في ذلك التعليم المبكر والتعليم العالي، وتوفير بيئة تعليمية تشجع على التعاون والتفاعل بين الطلاب وتعزز الثقة بالنفس والاحترام المتبادل، ويمكن القول إن فنلندا تمكنت من تحسين جودة التعليم من خلال تطبيق هذه الإجراءات والتركيز على تطوير الجوانب الأساسية للتعليم، مما أدى إلى تحسين مستوى التعليم وتحقيق نتائج إيجابية في الأداء الأكاديمي للطلاب. ويمكن القول بأن هذه الجراثيم ما زالت منتشرة في تعليمنا العربي، بل في رأيي كمعلم أن هناك جراثيم أخرى كتكدس الطلاب في الفصول، ويمكن إنشاء العديد من الفصول الجديدة وتصميم الفصول بالشكل المناسب وتوزيع الطلاب على فترات دراسية مختلفة والاستفادة من التكنولوجيا، كذلك إسناد المواد المحدثة لغير معلمي التخصص، ويمكن الإعداد لذلك من خلال تقديم دورات للمعلمين بوقت كاف قبل إحداث هذه المواد، وتدريس اللغة الإنجليزية للصف الأول الابتدائي لما له من تأثير على تعلم اللغة الأم، ويمكن تأجيل تدريسها إلى الصف الثالث الابتدائي، وإهمال الجانب التطبيقي في العديد من المواد وعدم توظيف المادة العلمية وربطها بالحياة الواقعية، مما يسبب تكون المفاهيم الخاطئة لدى الطلاب أو نسيانها وإهمالها. عدم تفعيل دور الموجه الطلابي بالشكل المطلوب، والذي ألقى بعاتقه على أداء الطلاب الأكاديمي واختيار مسار تعليمي غير مناسب لهم، والانقطاع عن المدرسة، وعدم تطور مهاراتهم الاجتماعية والنفسية، والطريقة التقليدية للإشراف على المعلمين والتي بدورها تؤدي إلى عدم تطور المعلمين وبالتالي تقلل من فرص نجاح طلابهم، فيجب منح المعلمين الحرية الكافية للقيام بعملهم على الوجه المطلوب وإشراكهم في عملية صنع القرار وتحمل المسؤولية، وتحديد احتياجاتهم، وعليه فلا بد من ابتكار وتطوير الأساليب الإشرافية التي تسمح للمعلمين بالتطور المستمر، ولا يغيب عنا المشاكل المتعلقة بالتعليم الإلكتروني والتي مازالت عائقا أمام التعليم المدمج، كذلك التخطيط القائم على حل المشكلات وليس التخطيط التنبؤي لحل المشكلات قبل وقوعها. فيجب الاستفادة من التجربة الفنلندية مع مراعات اختلاف العوامل والظروف لتحسين جودة تعليمنا.