لأول مرة في المملكة، تعمل 15 فتاة سعودية في مختبر لتحديد "جودة" تمور مزارع الأحساء الموردة لمهرجان الأحساء للنخيل والتمور تحت شعار "الأحساء.. للتمور وطن"، الذي تنظمه حاليا أمانة الأحساء بالتعاون مع هيئة الري والصرف في الأحساء وغرفة الأحساء في ساحة الأمانة بمخطط عين نجم في الهفوف ويستمر لمدة 30 يوما. ويأتي ذلك بعد إخضاع الفتيات لدورات تدريبية مكثفة استمرت 14 يوما في مراكز تدريبية متخصصة. وأوضح مشرف مختبر ضبط الجودة في المهرجان المهندس محمد السماعيل في تصريح إلى "الوطن" أن اللجنة المنظمة للمهرجان استعانت بنحو 15 فتاة سعودية من خريجات أقسام الأحياء والكيمياء والتغذية في جامعة الملك فيصل بالأحساء للعمل في المختبر لإجراء 3 أنواع من الاختبارات لفحص جودة التمور. وجاء توزيع عمل الفتيات بمعدل 5 فتيات لقياس نسب الشوائب والرطوبة والتقشير للتمور، و5 فتيات للتأكد من الإصابات الحشرية، و5 فتيات أخريات لتحديد نوعية وحجم التمرة الواحدة، مؤكدا أن الفتيات، اللاتي يعملن داخل المختبر في موقع المهرجان أثبتن لجميع الباعة والمزارعين وتجار التمور والمختصين في الشأن الزراعي تفوقهن في إجراء الاختبارات وتحديد النوعية بأرقام قياسية دقيقة وموثقة باستخدام أحد التطبيقات الإلكترونية الحديثة، وهو ما يضمن للزبائن شراء تمور وفق مواصفات محددة وعالمية، الأمر الذي أكسب المهرجان وسوق التمور في الأحساء مزيدا من الثقة عند المستهلكين، إلى جانب خلق تنافس شريف بين الباعة في توفير أجود أنواع التمور إلى السوق، وكذلك تحفيز المزارعين على العناية والاهتمام بالمحصول، وبالتالي ارتفاع الأسعار إلى مبالغ مجزية للمزارع ومرضية للمستهلك. وأضاف أن آلية عمل الفتيات في المختبر يتم من خلال تزويد المختبر بكمية عشوائية من التمور الواردة للسوق قبل طرحها في المزاد للبيع لإجراء الاختبارات، ويوضع ملصق النتيجة على السيارة، لافتا إلى أن اللجان المنظمة في المهرجان بالتعاون مع مركز أبحاث النخيل والتمور في وزارة الزراعة ومركز التميز البحثي للنخيل والتمور في جامعة الملك فيصل، وضعت معايير لتحديد درجة النخب، بعد التأكد من خلوها من الإصابات الحشرية والشوائب، وهي على النحو التالي تبعا لوزن التمرة: الدرجة الأولى أقل من 40 حبة تمر في كل نصف كيلو جرام، والدرجة الثانية من 40 إلى 60 حبة تمر لكل نصف كيلو جرام، والدرجة الثالثة أكثر من 60 حبة لكل نصف كيلو جرام، ويستغرقن لفحص العينة الواحدة دقيقتين فقط. إلى ذلك، سجلت مبيعات المهرجان أول من أمس 4.3 ملايين ريال. وشهدت ساحة المهرجان تدفق أعداد كبيرة جدا من السيارات امتدت لمسافة 800 متر، وبلغ عددها 637 سيارة مختلفة الأوزان خلال 4 ساعات، وهي فترة المزاد التي تبدأ من بعد صلاة الفجر حتى الساعة الثامنة صباحا. من جانبه، قال وكيل الأمانة للخدمات رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان المهندس عبدالله العرفج إن ارتفاع أسعار التمور في المهرجان بصورة تصاعدية وبلوغه سعر "المن" لتمر الخلاص 6 آلاف ريال، أمر أسعد محافظ الأحساء رئيس مجلس التنمية السياحية رئيس اللجنة العليا للمهرجان الأمير بدر بن محمد بن جلوي، إذ اعتبر ارتفاع الأسعار بشكل متوازن يحقق مصلحة للمزارع وللمشتري على حد سواء. وعزا العرفج ما يشهده السوق من بداية قوية إلى حسن التخطيط الذي امتد لأكثر من 6 أشهر، وكذلك استيعاب التجار والمزارعين وتحقيق رغباتهم وتغيير مناخ السوق بشكل محفز، مؤكدا أن اللجنة المنظمة تسعى لأن تصل تمور الأحساء للعالمية من خلال بوابة المهرجان، متمنيا إقامة المهرجان في نسخته المقبلة في مدينة الملك عبدالله للتمور على طريق العقير الجديد، التي ستكون أكبر مدن التمور في العالم.