يقال إن الخلافات "بهارات الحياة الزوجية" وكسر للروتين الذي يعيشه الأزواج ليعودوا بعدها بعلاقة أكثر تماسكا وحبا من ذي قبل، فتعتذر الزوجة لزوجها عما بدر منها من خطأ أو يعتذر الزوج إن أخطأ، غير أن بعض الأزواج يرى في المبادرة بالاعتذار استنقاصا من شأنه أو تقليلا من قدرته. وترى دلال العنزي أن الاعتذار يعتبر فنا لا تتقنه كثير من الزوجات، وتقول "على الرغم من كوني مستعدة للاعتذار المباشر بعد أي خلاف بيني وبين زوجي وتعود المياه إلى مجاريها، وكأن شيئا لم يكن، إلا أني أفضل في كثير من الأحيان الاعتذار غير المباشر الذي أعتبره سلاحي في إذابة غضب زوجي" وتضيف "أتفنن بأساليبي في ذلك فأتصنع الزعل مع طفلي الصغير وأتحدث معه بلغته البريئة وأطلب منه أن يتأسف لي وأنا أراقب نظرات زوجي لي وما إن تقع عيني بعينه حتى يبتسم وينعتني بالطفلة المدللة". أما شوق الجهني فأفصحت عن طريقة زوجها في الاعتذار لها فتقول أحب الطريقة التي يعتذر بها زوجي فعندما يحدث خلاف بيني وبينه إما أن يحتضنني ثم يقبل رأسي أو يلجأ للاعتذار غير المباشر فيحضر لي "الجبنة" التي أعشقها فينتهي الخلاف فيما بيننا". وعلى الطرف الآخر يرى محمد المعيقلي أن الاعتذار من شيم الكبار ومن أفضل القرارات خصوصا إذا كان يتعلق بالزوجة كون طبيعة المرأة رقيقة فحتما سوف تنسى ما حدث من زوجها مهما كان حجمه في حال بدأ الزوج بالاعتذار، ويضيف "دائما ما أحاول الاعتذار لزوجتي أمام أبنائي حتى يشعروا بروح الأسرة والألفة فيما بيننا وكي يعتادوا ذلك فيصبح سلوكا يتبعونه" ويستطرد قائلا "جميل جدا أن يتبادل الزوجان عبارات الاعتذار فهي الوسيلة الوحيدة لطمأنة القلوب وجلاء الهموم وكشف الغموم". من جهته يؤكد المحاضر في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ومدرب التنمية البشرية وتطوير الذات عبدالرحمن الحازمي أن الاعتذار مهارة من مهارات الاتصال الاجتماعية وأنه فن لا يتقنه الجميع، ويرى أنه يعيد بعض القيم التي يظن كثير من الناس أنها أهدرت، فالاعتذار يمثل لدى البعض إقرارا بالخطأ والنقص، وعند آخرين يمثل الوعد الملزم بعدم تكرار الخطأ، وقليل من الأزواج يفهمه على أنه سلوك يعيد للحياة صفوها. ويرى الحازمي أنه مع اختلاف هذه المفاهيم، فإن الاعتذار يصبح وسيلة للتقريب بين الأزواج مع اختلاف طباعهم، كما أن الأسلوب يساعد الأزواج في تقبل الاعتذار أو التعامل معه بجدية، فالاعتذار له أسلوبه الخاص، فلا بد أن يكون له مقدماته الخاصة وفق ظروفه وأطرافه، التي يستصعبها البعض من الأزواج لصعوبة فهمهم معاني الاعتذار، موضحا بأن من فنون الاعتذار أن يختار المخطئ البيئة المناسبة حسب معرفته بالطرف الآخر ووقته المناسب. ويشير الحازمي إلى أنه يكفي للاعتذار أن يفتح الزوج نقاشا مع زوجته أو يسرد لها نكتة، وبذلك يكون قد قدم اعتذارا غير مباشر، وهي كذلك إن قدمت له طبقا يفضله أو ابتسامة عابرة، فإنها كفيلة لإذابة التوتر فيما بينهما.