بدأت تظهر تفاصيل جديدة عن كواليس فيلم منخفض التكاليف يسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، أثار احتجاجات عنيفة في مصر وليبيا ودول أخرى في الشرق الأوسط بعد أن قالت ممثلة شاركت في الفيلم الذي أنتج في كاليفورنيا إنها خدعت ولم تكن تعلم أن أحداثه عن نبي الإسلام. وقالت سيندي لي جارسيا التي تظهر لفترات قصيرة في مقاطع من الفيلم نشرت على الإنترنت إنها استدعيت لتجربة لاختيار الممثلين العام الماضي للمشاركة في فيلم يحمل اسم (مقاتل الصحراء). وقالت جارسيا أمس في مقابلة عبر الهاتف لرويترز "يبدو هذا غير معقول بالنسبة لي. وكأنه لا يوجد شيء مما صورناه. كانت هناك أشياء غريبة". وظلت المقاطع على الانترنت لأسابيع فيما يبدو قبل أن تتسبب في اندلاع مظاهرات عنيفة يوم الثلاثاء عند سفارة الولاياتالمتحدة بالقاهرة وقنصليتها في بنغازي قادت إلى مقتل السفير الأميركي في ليبيا كريستوفر ستيفنز و3 أميركيين. وقالت جارسيا إنه تم تصوير الفيلم في صيف عام 2011 داخل كنيسة قرب لوس أنجليس وإن الممثلين كانوا يقفون أمام "شاشة خضراء" تستخدم لتركيب صور في الخلفية. وأضافت أن نحو 50 ممثلا شاركوا في العمل. وأضافت "أبلغوني أن الفيلم قائم على أحداث وقعت قبل ألفي عام... في عهد المسيح". وقالت عدة وسائل إعلام أميركية ليل الثلاثاء إن الفيلم أنتجه رجل يدعى سام باسيلي عرف نفسه بأنه أميركي إسرائيلي يعمل بمجال التطوير العقاري. وكان قد صرح لوسائل إعلام بأن الفيلم تكلف خمسة ملايين دولار دفع جزءا منها نحو 100 متبرع يهودي. ولم تستطع رويترز التأكد من جهة مستقلة من مسؤوليته عن الفيلم أو مما إذا كان باسيلي هو اسمه الحقيقي ولم يتسن الاتصال به للتعليق. وأورد موقع "باكستيدج" المتخصص في ترشيح الممثلين للأعمال الفنية اسم رجل عرفه باسم سام باسيلي بوصفه المنتج بينما قال إن اسم المخرج ألان روبرتس. ولم يتسن الاتصال بروبرتس. وقال ستيفن كلاين وهو رجل من جنوب كاليفورنيا يعمل بمجال التأمين وصف نفسه بأنه مستشار للمشروع ومتحدث باسمه لكنه ليس من صناع الفيلم إنه يعتقد أن الاسم مستعار. وأضاف لرويترز في مقابلة أمام منزله بكاليفورنيا "قابلته مرتين ولا أعلم إلى أي دولة ينتمي. أعرف أنه يهودي إسرائيلي وأتصور أنه فعل هذا لحماية عائلته التي أعلم أنها موجودة في الشرق الأوسط". وقال كلاين الذي وصف نفسه بأنه عضو سابق بمشاة البحرية الأمريكية إنه نصح منتج الفيلم بالاختباء. وقالت جماعة "ساذرن بوفرتي لو سنتر" المعنية بمكافحة الكراهية إن كلاين مسيحي له صلات بيمينيين متطرفين وهو الأمر الذي ينفيه. وأضاف أنه لم ير الفيلم خلال تصويره ولم يتسن التأكد من مصدر مستقل من اشتراك كلاين في المشروع. وقالت جارسيا التي ظهرت في لقطات من الفيلم إنه "تم تركيب صوت يخالف ما قمنا بتصويره ولشخصيات مختلفة". وقالت شركة جوجل إنها حجبت مقاطع الفيلم في مصر وليبيا على موقع يوتيوب الذي تملكه. وقالت جارسيا إنها تتذكر أن منتج الفيلم رجل يدعى سام باسيلي وصفته بأنه متقدم في السن شعره أشيب ويتحدث بلكنة. وأضافت أنه سدد أجرها بشيك. وأضافت أنها اتصلت به أمس بعد الاحتجاجات. وقالت "سألته لماذا فعل هذا ووضعني في موقف سيء بحيث يقتل كل هؤلاء الناس من أجل فيلم ظهرت فيه؟" وذكرت أن الرجل الذي تعرفه باسم باسيلي قال لها إن هذا ليس خطأها. وفي الوقت نفسه أبلغ موريس صادق رويترز، وهو قبطي مصري مقيم في الولاياتالمتحدة، بأنه روج للفيلم، وإنه يأسف لمقتل الدبلوماسيين الأميركيين وذكر أن هدفه كان إلقاء الضوء على التمييز ضد الأقباط في مصر. من جهته، قال الرئيس المصري محمد مرسي اليوم إنه يؤيد التظاهر السلمي لكنه يرفض مهاجمة الناس أو السفارات وذلك بعد أن تسلق محتجون غاضبون من فيلم يسيء للنبي محمد أسوار السفارة الأميركية بالقاهرة وأنزلوا علم الولاياتالمتحدة وأحرقوه. وقال مرسي "التعبير عن الرأي وحرية التظاهر والإعلان عن المواقف مكفول ولكن بغير تعد على الممتلكات الخاصة والعامة أو على البعثات الدبلوماسية أو على السفارات". وتعهد مرسي بحماية الأجانب في مصر. واتصل الرئيس المصري بنظيره باراك أوباما صباح اليوم وأكد عليه ضرورة أن تكون هناك إجراءات قانونية رادعة ضد كل من يحاولون تخريب العلاقات بين الشعوب وخاصة الشعبين المصري والأميركي.