رؤية الوطن التي أعلنها سمو ولي العهد يحفظه الله تحت توجيهات قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، تضمنت استهداف تطوير وتحسين جودة أداء كافة منظومات القطاعات الحكومية والقطاعات الخاصة والقطاع الثالث ودفعها للأمام لمواصلة مسيرة التنمية الشاملة الطموحة في جميع مسارات عناصر القوى الوطنية التي تسهم أولًا وأخيرًا في الحفاظ على الأمن الوطني وتعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة وجودة الحياة في هذا الوطن المبارك، ولأن هناك ممكنات تقنية مناسبة تستطيع أن تسهم في جودة حوكمة وتطوير الحلول وقياس الأداء لكل منظمة، فإنني أجد أنه من المهم جدا الاستفادة من توظيف تقنيات ومنظومات الذكاء الاصطناعي بطرق إبداعية جديدة، تحت إشراف وتخطيط وقيادة وتنفيذ ومتابعة موارد بشرية متخصصة وذات كفاءة عالية، والتي بلا شك إذا تم تشغيل هذه التقنيات وفق خطط ودراسات علمية احترافية فإنه بعون الله سيتحقق الكثير من النجاحات والإنجازات، وكذلك توفير الجهود والأموال والأعباء والوقت. ورغم ما قيل خلال الفترة الماضية من تحذيرات ومخاطر عن سلبيات الذكاء الاصطناعي، إلا أنني أجد أن التعامل بذكاء مع الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخدم ويقدم خدمات إيجابية إبداعية من خلال الإسهام بحلول ناجعة وفاعلة وعملية في كافة القطاعات الحكومية والقطاع الخاص والقطاع الثالث، وجميعنا نعلم أن هناك صورًا كثيرة للذكاء الصناعي نراها ونشاهدها في حياتنا اليومية، إلا أن ما قصدته في هذا المقال هو التوسع والنظرة البعيدة في كيفية تسخير الذكاء الاصطناعي والاستفادة منه للإسهام في تقديم حلول عملية وواقعية تحقق الكثير من مستهدفات عناصر القوى الوطنية، خاصة في ظل وجود تحديات كبيرة قد تعيق مسارات تنفيذ المشاريع والمبادرات بنجاح، وحتى تتضح الصورة أكثر، هناك خبر عن استفادة إحدى الدول من خدمات الذكاء الاصطناعي، حيث وظفتها في منظومات الأمن والمرور من خلال إحدى الشركات الكبرى المتخصصة، التي قامت بدراسة ومعالجة بيانات الحوادث المرورية من خلال جمع مجموعات كبيرة من البيانات وخوارزميات المعالجة الذكية في التعلم من الأنماط والميزات في البيانات التي قام الذكاء الاصطناعي بتحليلها على مدار الساعة، بعد ذلك تم ربط منظومة نتائج ما قام به الذكاء الاصطناعي بمنظومة مراكز القيادة والاتصالات لإدارة المرور. ومع مرور الوقت استطاع الذكاء الاصطناعي أن يرصد أماكن جميع الحوادث ويظهرها على خرائط إلكترونية، ويبين أين ومتى وقعت، ومن خلال هذه المنظومة تعرف المسؤولين في إدارة المرور على أسباب وقوع هذه الحوادث، التي منها ما وقع بسبب عدم وجود لوحات إرشادية، أو كاميرات مراقبة، أو بسبب وجود عوائق هندسية وتحويلات على الطريق أو بسبب أخطاء بشرية وغيرها، وهنا تتضح أهمية الذكاء الاصطناعي في مساعدة مسؤولي المرور في اتخاذ القرارات المناسبة التي أسهمت مع مرور الوقت في خفض نسب الحوادث المرورية في تلك الدولة، بل وقدم الذكاء الاصطناعي تنبؤات مستقبلية أسهمت في إيجاد حلول مبتكرة ناجعة للحد من الحوادث المرورية واحتوائها. الآن ومن خلال هذه المقالة أقترح على الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات العلمية والشركات والمؤسسات الوطنية في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي بشكل عام والمسؤولين في كافة القطاعات بشكل خاص، بالتمعن والتفكير الاستراتيجي والإسراع المتقن في الاستفادة من خدمات الذكاء الاصطناعي للإسهام بحلول ممكنة ومناسبة ومقبولة وملائمة في معالجة المشكلات التي يصعب إيجاد حلول لها بالطرق والوسائل التقليدية، حتى يتسنى للجميع الأداء المتميز وبجودة عالية في سبيل تحقيق الأهداف المطلوبة منهم بجدارة ونجاح وتميز وفق مستهدفات رؤية الوطن 2030.