عندما تشعر بذلك الصداع المؤلم فإن أول ما تبحث عنه هي تلك المسكنات التي ستساعدك في تخفيف تلك الآلام. وعندما يرتفع معدل السكر والضغط فسيكون للأدوية مفعول السحر في تخفيف أعراض تلك الأمراض ومضاعفاتها. ولكن كيف يكون التصرف عندما تشعر بنوبات من الغضب والحزن أو الإحباط وهل هناك أدوية يمكن أخذها لتخفيف هذه الأمراض؟ أصعب ما نواجهه في هذه الحياة هو أن نعيش بسعادة، ومع ضغوط الحياة اليومية فإن الكثير منا يحترق من الداخل ويخسر يوميا الكثير من وظائف جسده. وفي المقابل ومع هذا النمط من المعيشة فإننا لا نجد الوقت الكافي للضحك والمرح والسعادة. عندما نسترجع الذكريات وذلك قبل طفرة التكنولوجيا والأجهزة الذكية فإن تلك الذكريات مليئة بساعات من المرح والفرح والبهجة. المتعة ليست أنشطة بدنية ولكنها مشاعر وغالبا عندما تسأل البعض عن تعريف المتعة فيجيب أن ألعاب الحديد وركوب الدراجات وممارسة كرة القدم هي المتعة وحقيقة فهذه أنشطة بدنية تساعد الجسم وأعضاءه وتجدد النشاط ولكنها بحد ذاتها ليست متعة حقيقية. وأفضل من نجد عندهم تعريفا للمرح والمتعة والاستمتاع بالوقت هم الأطفال فتجدهم يعيشون في عالم مثالي بعيد عن كل الضغوطات والهموم ولا يبدد تلك الفرحة إلا الذهاب إلى المدرسة أو إنهاء الفروض المدرسية. تعريف المرح هو أن تكون خاليًا من الهموم عندما تقوم بتلك الأشياء التي تبعث السعادة ولا تكون مهتمًا بالنتائج المترتبة على تلك الأنشطة. إن المرح والمتعة هي تلك الفترة التي نتخلى فيها عن حذرنا ومخاوفنا من النجاح والفشل، وأن نطلق العنان لتلك الآمال المكبوتة من أجل الحصول على ساعات من الضحك والسعادة. إن المرح هو الانغماس في تلك اللحظات الجميلة حتى أنك لا تشعر بالوقت. وحسب خبراء النفس فإن المرح هو سبب الازدهار والتميز عند الكثير. إن الأشخاص الذين لديهم مخزون كبير من المرح والسعادة تكون لديهم طاقة مضيئة تساعدهم وتساعد غيرهم على النجاح وعلى التغلب على الصعوبات. إن أول الخطوات للوصول إلى مرحلة المرح هي أن تتجاوز جميع تحفظاتك في التعامل مع الآخرين على انحيازات فكرية ودينية وسياسية وعرقية. إن المرح هو تدخل ووصفة صحية لعلاج العديد من الأمراض القاتلة كالكراهية والحقد والحزن والغضب. وللحصول على المرح الحقيقي فيجب أولًا تجنب المشتتات التي تشغل العقل وترهقه، وأعظم الأسباب التي تسبب التشتت في عصرنا الحاضر هو الجوالات الذكية، وربما تكون البداية بالتخلص من تلك الجوالات لساعات في اليوم وملاحظة الفرق. كتبت لورا قاسنر كتابًا أسمته كيف تبتعد عن هاتفك، وأكدت أن لا أحد سوف يستمتع ويشعر بالسعادة وهو يجلس بجانب جواله. أما الخطوة الثانية بعد تجنب استخدام الجوال، فهي التواصل والانفتاح على الآخرين. وأخيرًا عند ترتيب أولوياتنا وجداول أعمالنا اليومية يجب ألا يكون المرح والسعادة في آخر القائمة، وإنما يجب أن تكون لهما الأولوية، وسنلاحظ مع مرور الوقت أننا أصبحنا أكثر إبداعًا وأننا على قيد الحياة.