لم يكن اللقاء الإذاعي الذي جمع مدير عام مؤسسة عسير للصحافة والنشر صحيفة الوطن حاتم مؤمنة، عبر أثير إذاعة "مكس أف ام" مع المهندس حلمي نتو لقاء اعتياديا، حيث قدم مؤمنة بانوراما سعودية خالصة في الاستثمارات الإعلامية على المستوى المحلي. الاستعراض العام الذي تحدث عنه مؤمنة خلال نصف ساعة، تمثل في تقديم تجربة حية خاضتها مؤسسة عسير طوال أكثر من عقد من الزمان، إلى جانب تجربته العملية التي بدأت في القطاع المصرفي وعالم المال والأعمال والبنوك العالمية، برئاسته وتأسيسه أحد أكبر البنوك العالمية بالمملكة، وتنقله بالبنوك السعودية على مدى 17 عاما، ثم انتقاله إلى مجال الاستثمار الإعلامي قاضياً فيه خمسة أعوام وما زال في هذا المجال حتى اللحظة. وفي إجابة لسؤال تبادر إلى أذهان الكثيرين حول كون مؤسسة عسير أقرب لأن تكون شركة في هيكلها التنظيمي والإداري، وأنها تضم مجلس إدارة ومساهمين، قال مؤمنة "هي شركة بها 190 مساهما، ولكنها تقع تحت مظلة نظام المؤسسات الصحفية في وزارة الثقافة والإعلام، فلذلك تم تصنيفها على أنها مؤسسة صحفية، لكنها شركة فيها مساهمون ومجلس إدارة وجمعية عمومية، ولكن لها دور غير الدور المالي الذي هو العائد منها، وهو الدور الاجتماعي الثقافي التوعوي للمجتمع السعودي". وأكد مؤمنة، أن أهم أدوار الرئيس التنفيذي أو القياديين في أي قطاع النظر لمصلحة المساهمين، وتعظيم العوائد والنظر في الفرص في كيفية تعظيم العوائد لهم، وكيفية إعادة ترتيب الشركة داخليا وإدارة فريق عمل قيادي يعرف عمله، إلى جانب تفضيله بعدم مركزية اتخاذ القرار، وإعطاء المسؤول صلاحياته المناسبة لمحاسبته فيما بعد سواء بالسلب أو الإيجاب. وأوضح أن صحيفة الوطن تعد صحيفة شابة عمرها الحقيقي لا يزيد عن 12 عاما وهو عمر صغير في عمر الصحافة المطبوعة، وقال تمكنت من تغيير عدد من الأمور أهمها قطاع الطباعة، واستثمار أموال المساهمين في أعمال المطابع، بعد الاتفاق مع الشركاء ليكون هناك تواجد للمطابع في أكثر من موقع، حيث كنا نطبع لصحيفة الوطن فقط، وبدأنا ندخل مطبوعات أخرى، ففي أبها نطبع حاليا 5 صحف يوميا، إضافة إلى 3 صحف في جدة. وعن إذاعة ألف ألف أف إم، أوضح مؤمنة أن رخصة التشغيل للإذاعة قيمتها 75 مليون ريال سعودي، مشيرا إلى أن فتح مجال الإذاعات في المملكة للقطاع الخاص كان مهما للجميع، سواء للمستثمرين كفرصة استثمارية جديدة، أو لبث رسالة إعلامية للجمهور، أو مجال التوظيف، وحاليا يوجد أربع إذاعات جديدة كل واحدة تضم من 30 إلى 40 موظفا، جميعهم تعلموا وينجزون إنجازات جديدة، ويعتبرون دما جديدا في المجال الإذاعي، وهي فرصة كبيرة للتوظيف تعود بالنفع للاقتصاد الوطني، وهي أحد برامج الخصخصة المتميزة في سوق الاستثمارات المالية الإعلامية. وعن وجود الصحف في ظل الإعلام الجديد، أكد أن هناك تواجدا كبيرا للصحيفة عبر موقعها الإلكتروني، كما أن المؤسسة لديها استثمار كبير في هذا المجال، مشيرا إلى أن الصحافة الورقية ستظل موجودة ولكن بشكل ضئيل مستقبلا، خاصة في ظل وجود بنية تحتية تقنية ممتازة بدأت تتطور في المملكة.