يُعتقد أن الإنسان اكتشف النار منذ آلاف السنين، ولكن لا يوجد تاريخ محدد لاكتشافها. ويُعتقد أن الإنسان البدائي اكتشف النار عن طريق الصدفة، فقد قام بتحريك حجر معدنيّ ضد حجر آخر، ما أدى إلى إنتاج شرارة كافية لإشعال شجرة أو نباتٍ يابس، ومن ثم تعلم الإنسان استخدام النار في الطبخ والتدفئة والإضاءة. ويُعتبر اكتشاف النار من أهم الخطوات التي قام بها الإنسان في تطوير حضارته، فقد سمحت له بإعداد الطعام الذي كان يؤدي إلى توفير الطاقة اللازمة للنمو والبقاء على قيد الحياة، كما سمحت له بإنتاج الأدوات والأسلحة والعلاجات الطبية، وهي ميزة حاسمة في تطوير الحضارة البشرية قال تعالى ﴿الَّذي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشَّجَرِ الأَخضَرِ نارًا فَإِذا أَنتُم مِنهُ توقِدونَ﴾. وقد يكون الذكاء الاصطناعي يشبه الثورة الصناعية في بعض الجوانب. فقد كانت الثورة الصناعية تحولًا نوعيًا في تاريخ البشرية، حيث تم تحويل الإنتاج من الأساليب التقليدية اليدوية إلى الإنتاج الصناعي بواسطة الآلات. وبالمثل، فإن الذكاء الاصطناعي يمثل تحولًا نوعيًا في الطريقة التي يتعامل بها البشر مع التكنولوجيا والمعلومات. ألا أن جيفري هينتون ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث أشار إلى أن ابتكار الذكاء الاصطناعي يمثل نقلة نوعية كبيرة في تطور البشرية مثلما كان اكتشاف النار في العصور القديمة أكبر من الثورة الصناعية. هو أحد العلماء الرائدين في مجال الذكاء الاصطناعي والمدير الفني السابق لشركة قوقل. وعلى الرغم من فوائد الذكاء الاصطناعي، إلا أنه يمكن أن يسبب استخدامه بعض الأضرار والتحديات التي يجب مواجهتها. كفقدان الوظائف وزيادة معدلات البطالة في بعض الصناعات، وقد يستخدم بطرق غير مشروعة مثل استخدام البيانات الشخصية الحساسة أو الاختراق والتجسس الإلكتروني، وقد تتأثر الصحة النفسية، وقد أثيرت بعض المسائل الأخلاقية والقانونية، لذلك يتعين علينا التحكم في تطور الذكاء الاصطناعي وضمان استخدامه بشكل مسؤول وآمن، من خلال تطوير معايير أخلاقية للاستخدام الآمن، والتدريب على كيفية استخدامه والتوعية بالمخاطر المحتملة، وتحسين الشفافية والمساءلة، وتشجيع البحث والتطوير في مجالات التحكم في الذكاء الاصطناعي، وأن تتعاون الشركات والحكومات والمجتمع المدني مع بعضها البعض لتحقيق استخدام آمن، وسوف يطوع الإنسان الذكاء الاصطناعي كما طوع النار لخدمته.