يتفاجأ بعض المرضى عند زيارة العيادات النفسية بالتعامل غير المريح مع الطاقم الطبي، على سبيل المثال يتجهّم المختص في وجه المريض أو يتكلم بسرعة شديدة ولا يعطي مجالا لطرح الاستفسارات وغيرها من التصرفات التي تربك الشخص وتجعل الأسئلة تدور في ذهنه حول السلامة النفسية لهذا الطبيب، كشف استشاري الطب النفسي الدكتور وليد السحيباني أنه لا توجد تقييمات أو اختبارات نفسية تجرى للطبيب قبل مزاولة المهنة. ونظرًا لطول فترة دراسة الطب بدءًا بمرحلة الجامعة وانتهاءً بالتخصص، وعليه فإن أي علامات لاضطرابات نفسية وغيرها ستظهر على الطبيب خلال هذه السنوات قبل مزاولة المهنة. الجهة المعنية بيّن استشاري الطب النفسي الدكتور مشعل العقيل، أن الجهة المعنية بإصدار رخصة مزاولة المهنة هي الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وهي التي تتابع تقارير المتدربين من النواحي المهنية والسلوكية خلال فترة الزمالة والتدريب على التخصص، وبالتالي عند وجود أي مشاكل سلوكية أو نفسية فسيتم ملاحظة ذلك من مشرف التدريب في المراكز الطبية الملتحق بها الممارس الصحي، ويتم التعامل معها ومتابعتها حسب اللوائح والأنظمة، وذلك بعد دراسة المشكلة وتفاصيلها، ويوجد تقييم كجزء من الفحوصات الطبية المتعددة عند التعيين في المرافق الطبية. التقييم النفسي تابع العقيل، فيما يخص التقييم النفسي للقبول الوظيفي بشكل عام، في بعض الأحيان يتم تخصيص وقت قصير جدًا للتقييم لا يتجاوز 5 دقائق، وأحيانًا نجد أن النقص في الكوادر الصحية النفسية يدفع إلى تكليف أشخاص بتخصصات بعيدة عن هذا الجانب للتقييم النفسي، يساعد إجراء بعض الاختبارات الكتابية إضافة إلى المقابلة في تسهيل وترشيد الوقت اللازم للتقييم على أن يتم إجراء ذلك من قبل مختص في الصحة النفسية مثل الطبيب النفسي أو أخصائي علم النفس العيادي، علمًا أن التقييم وخصوصًا عند التعيين لوظيفة أو عمل لا يعد فاصلًا، خاصة في الاضطرابات غير الذهانية؛ فقد يلجأ المتقدم إلى الظهور بشكل سليم وعدم الإجابة على الأسئلة بدقة، ويكون متقدم آخر مرتبكًا ومتوترًا أثناء التقييم أو يمر بظروف معينة في تلك الفترة فيعكس ذلك انطباعًا غير دقيق على تقييمه النفسي. تخصصات عرضة للضغط قال العقيل: إن هناك تخصصات بسبب طبيعة العمل وظروف متعلقة بها يصبحون أكثر عرضة للإنهاك النفسي والاحتراق الوظيفي، وبَحَثت العديد من الدراسات هذا الجانب. تابع لكل مهنة ضغوط متعلقة بها سواء كانت من عدد ساعات العمل أو طبيعته والصعوبات التي يواجهها، إضافة إلى الجوانب المالية والتنظيمية المرتبطة به، ويجد العقيل أن الأجدى من التقييم الدوري سواء للطبيب أو غيره هو الوعي الإداري النفسي والعمل على برامج وقائية داخل المنشأة للتقليل من الصعوبات النفسية قدر الإمكان، وتوفير خدمات الدعم النفسي وتسهيل الوصول إليها متى ما كان ذلك ممكنًا، ويجد أن المهم أن يتمتع القادة بمهارات يستطيعون من خلالها فهم الاختلافات والمشاكل النفسية والسلوكية والقدرة على التعامل معها وبما يناسبها من حلول. الدعم النفسي بيّن العقيل بعض العلامات التي يستطيع الشخص من خلالها معرفة وجود مشكلة تتطلب التقييم ومنها: سرعة الانفعال وعدم الاستمتاع والتقصير بالمهام الوظيفية أو الاجتماعية ومشاكل متكررة في النوم وصعوبات وتشتت بشكل مؤثر في التركيز وكثرة الأخطاء والآلام الجسدية دون تفسير طبي لها، وأن تؤثر هذه العلامات أو غيرها على أدائه الاجتماعي أو الوظيفي. وهنا يشدد السحيباني على أي طبيب أو غيره إن لاحظ على نفسه ظهور أعراض نفسية شديدة مثل القلق أو الاكتئاب، وكانت تعيقه عن أداء عمله، ينبغي عليه أن يطلب المساعدة من المختصين النفسيين.