بدأ كثير من سكان منطقة الباحة عامة والمرتفعات الجبلية بالمنطقة خاصة بحراثة أراضيهم الزراعية وبذرها بحبوب الدخن ذي القيمة الغذائية العالية والأغلى اقتصاديا بين صنوف الحبوب في المنطقة، وذلك في أعقاب أن شهدت المنطقة أمطارا غزيرة مع بزوغ موسم سهيل اليماني الذي دلف متلألئا إلى الأفق الجنوبي من الجزيرة العربية نهاية الأسبوع الماضي. المواطن علي بن فضل الغامدي من سكان جبل شدا الأسفل بالباحة يقول: توقيت سقوط الأمطار هذا العام في وقت مبكر مع مطلع نجم سهيل اليماني أغرى كثيرا من المزارعين سواء في السهل التهامي أو في الجبال المرتفعة كجبل شدا ليتسابقوا لزراعة حبوب الدخن البلدي ذي الجودة العالية والذي يعد الأغلى ثمنا بين أنواع الحبوب في المنطقة. وأضاف الغامدي: هذا العام جاء موسم الأمطار مبكرا مما يعني أن موسم زراعة الدخن جاء في وقته الذي يجود فيه المحصول ويكثر، ومعروف أن لكل نوع من الحبوب موسمه الذي تصح فيه زراعته فإذا تأخر نزول المطر عن ذلك الموسم قليلا عُد ذلك مجازفة للمزارع فربما لا يكون هناك إنتاج وفير وجيد. ويقول حسين حسن الغامدي: تقدم هطول الأمطار واستمرارها هذا الموسم يعد مؤشرا وعاملا مهما لنجاح محصول الدخن الذي يطلق عليه اصطلاحا (خريف) وفي مثل هذه الأيام من كل عام ومع مطلع سهيل اليماني يتأهب المزارعون للموسم وذلك بحرث الأرض وتنقيتها من الحشائش الضارة وصيانة السواقي (مصائد السيول) وتهيئتها لموسم بذر الخريف (الدخن). الدكتور معن طاهر عضو هيئة التدريس بكلية العلوم والآداب في بلجرشي جامعة الباحة قال: من الأشياء الجميلة التي يجب أن نحافظ عليها ونشجع على ممارستها هو هذا الاهتمام بالزراعة والذي بدأ يتناقص الاهتمام به عاما بعد عام، ذلك أن هؤلاء المزارعين يعدون على ثغرة مهمة من ثغور العلم والتطور، ويتمثل ذلك في حفاظهم على زراعة مختلف أنواع الحبوب، لاسيما البلدي منها، فهم بهذا يجاهدون في إبقاء الأصول الوراثية لتلك الحبوب التي لو تركت وعزف الناس عن زراعتها فلربما خسرنا كثيرا من أنواعها ذات الأصول الوراثية الجيدة.