على ضفاف وادي رنية شرق الباحة، وعلى الحدود الإدارية بين منطقتي الباحة وعسير تمتد مساحات كبيرة من مزارع العنب بكل أنواعه، وفي "جعبة" تحديدا على ضفاف وادي رنية كان المزارع صالح حواش الغامدي يزرع العنب في مزرعته الخاصة، حيث تتوفر المياه الجوفية التي يوفرها جريان وادي رنية الشهير. يقول الغامدي "توجد هنا كثير من المزارع التي تعنى بزراعة مختلف الخضروات والفواكه والحبوب، إلى جانب النخيل، وغيرها من الأشجار المثمرة، حيث تعد المناطق النجدية المحاذية لجبال السراة من الناحية الشرقية من أفضل المناطق الزراعية، لاسيما ما كان على ضفتي وادي رنية الذي تنحدر مياهه من أودية وروافد جبال منطقتي الباحة وعسير، ليوفر ذلك مخزون مياه جوفية ضخمة لكل المناطق التي يمر من خلالها الوادي". وعن زراعة العنب قال: "المكان مثالي لزراعة الأعناب، فتوفر المياه هنا يشجع زراعتها، لاسيما الأعناب التي تحتاج إلى كثير من المياه لريها، وفي مزرعتي هناك كثير من أنواع الأعناب التي زرعتها، وتتجاوز الستة أنواع، أشهرها العنب المحلي المعروف والرازقي". وعن موسم تقليم العنب يقول الغامدي: "قبل قرابة شهر وفي أواخر فصل الشتاء من كل عام نحفر التربة تحت جذوع أشجار العنب، وننقيها من الأعشاب الضارة ثم نقلم الأشجار، ثم نرويها بطرق منتظمة حتى فترة قص ثماره في موسم الصيف المقبل". وأشار الغامدي إلى أنه كان وكثير من المزارعين يؤجرون المزارع لآخرين يجنون المحصول ويسوقونه في الأسواق المجاورة، ويصدرون بعضه إلى مدن المملكة، مشيرا إلى أنه تراجع في السنوات الأخيرة عن ذلك للحالة التي تصل إليها المزرعة مع هؤلاء، حيث يخلفون آثارا سلبية على المزرعة في كل الجوانب. يقول "توليت بعد تقاعدي من التعليم العناية بمزرعتي، وأركب الحراثة بنفسي، وأزرع الحنطة والشعير والخضار، وأتولى أنا وعمالي مباشرة الأشجار المثمرة. وتابعالعنب واحد من الأشجار التي تحتاج إلى كثير من العناية بدءا بتنقية التربة وحتى تغطيتها بأغطية شفافة ونفاذة لحمايتها من الطيور وغيرها". وتعبئته تحتاج إلى كثير من العناية، أما شحنه وتسويقه صعب جدا لطبيعة تكوينه وعدم تحمله.